لقد سبق وأن حذرت المملكة من أن السياسة الإسرائيلية خاصة في ظل حكومة نتنياهو الجديدة لا تنبئ بخير ، وهذا التحذير الذي أطلقته المملكة يمثل للعيان في كل يوم من الأيام من واقع التصريحات التي يدلى بها المسؤولون الإسرائيليون وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان والذين نسفت تصريحاتهم الأخيرة اتفاقيات وعهود تم الوصول اليها بعد جهد شاق خاصة في مؤتمر أنابوليس الذي جاءت نتائجه معززة لفكرة اقامة دولتين اسرائيلية وفلسطينية يقيمان جنباً إلى جنب ويعيشان مع بعضهما في سلام. وفكرة الدولتين طرحت أساساً في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش ولكن رغم الوعود التي قطعتها تلك الإدارة الا ان المماطلة الإسرائيلية المتواصلة حالت دون تنفيذها في الموعد المحدد .. ولكن مع استهلال الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة أوباما لعملها أعلن الرئيس الأمريكي عن قناعته بفكرة الدولتين وضرورة العمل لتحقيقها على أرض الواقع وعين مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط لتسريع عملية السلام في مجملها في المنطقة ، وأول ما أعلنه المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل هو أن الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو في قيام الدولتين. ولكن ما أن وصل المبعوث الأمريكي إلى المنطقة الا وفاجأته إسرائيل باشتراطها على الفلسطينيين الاعتراف بكونها دولة يهودية قبل الحديث عن حل الدولتين. ان مثل هذا الاشتراط لا معنى له غير التعقيد لانه لم يكن يوماً من الأيام مطروحاً في أي مفاوضة من مفاوضات التسوية ، ولكن اصرار المبعوث الأمريكي على فكرة الدولتين حتي بعد تصريح نتنياهو وليبرمان يؤكد على عزم أمريكي على احداث اختراق ، والظروف مهيأة لهذا الاختراق من خلال التعامل الايجابي مع المبادرة العربية للسلام التي تصنع أفضل اطار للتسوية يقوم على السلام الشامل والعادل.