منذ أن كان مرشحاً للرئاسة ارسل باراك أوباما اشارات ايجابية للتعامل مع العالم السلامي في خطوة تهدف للتصالح وارساء مبادىء الاحترام المتبادل ولتصحيح صورة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى العالم الاسلامي، وهي الصورة التي تشوهت كثيراً بعد الحادي عشر من سبتمبر حيث اتجه الاعلام الأمريكي الى العداء السافر مع العالم الاسلامي وسعى لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين واستغلت جهات غربية معادية هذا المناخ العدائي لتباعد أكثر بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي. وقد أدركت الإدارة السابقة (إدارة بوش) ما لحق سمعتها من ضرر في العالم الاسلامي وحاولت تصحيح هذا الوضع ولكنها لم تنجح. غير أن الرئيس أوباما حمل على عاتقه بنفسه هذه المهمة، وفي اليوم الأول من تنصيبه أعلن عن خطته للانفتاح والتصالح مع العالم الإسلامي وأكد مراراً بعد ذلك حرصه على تحقيق هذه الغاية واتخذ عدداً من الخطوات التمهيدية في هذا الاتجاه. وفي زيارته الأخيرة الى تركيا افصح الرئيس الأمريكي عن رغبته في المزيد من الانفتاح مؤكداً على أهمية الشراكة مع العالم الإسلامي على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وقد تمنت المملكة من جانبها هذا التوجه الأمريكي لأن يصب في ما كانت تدعو اليه بل وسعت هي من جانبها الى تصحيح صورة العالم الاسلامي لدى الرأي العام الامريكي الذي كان ضحية لحملات إعلامية مغرضة هدفها دق اسفين في علاقات أمريكا مع العالم الإسلامي. ولكن من واقع حرص أوباما على تجاوز الماضي فإن مرحلة جديدة حقيقية بدأت بالفعل، والشراكة مع العالم الاسلامي تتطلب كذلك خطوات عملية من امريكا لتعزيز الثقة ومن هذه الخطوات إنصاف الشعب الفلسطيني ووضع نهاية للصراع العربي الإسرائيلي بصفة عامة والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بما يمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته الحرة المستقلة وعلى ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، والولاياتالمتحدة كدولة عظمى ولها تأثير خاص على إسرائيل يمكن أن تلعب دوراً مهماً في هذا الاتجاه والتصريحات الأمريكية حتى الآن تبشر بأن الإدارة الأمريكية تسير في الاتجاه الصحيح.