استقبلنا التعديلات الوزارية والقيادية في عدد من المواقع الهامة بفرح واهتمام كبيرين قد لاحظنا حجم التفاعل والاصداء الواسعة المستبشرة بما استهدفته الأوامر الملكية السامية من أجل المرحلة الجديدة للتنمية ومواجهة التحديات، خاصة وأن هذه الوزارات أمامها ملفات عديدة لمشكلات تحتاج الى علاج عاجل غير آجل وتطوير يعود على المواطن فتهنئة للوزراء الجدد والمسؤولين الذين تشرفوا بالثقة الغالية وما تعنيه من تكليف في خدمة المواطن وتنمية وطننا العزيز. ولاشك أن وزارة الصحة واحدة من الوزارات الأكثر التصاقا بحياة المواطنين وتعاني من معوقات وأوضاع تنعكس على الخدمات العديدة من المستشفيات الحكومية وزحامها والقطاع الصحي بشكل عام، والوضع الحالي للمراكز الصحية، والأخطاء الطبية والعجز عن استيعاب الكفاءات الصحية الوطنية رجالا ونساء، والحاجة الى تحسين الكادر لوقف التسرب. لقد سعدنا واستبشرنا الخير بتعيين معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وزيرا للصحة، وهو الجراح الذي عرفناه وعرفه العالم بخبراته العالمية وأخلاقه العالية في حياته الشخصية والمهنية والانسانية، ونشهد له بالأريحية وتواضع الكبار وقبل ذلك عمق ايمانه واخلاصه للدين ثم للمليك والوطن وتفانيه في رسالته الطبية ومهنته الدقيقة التي لا يخفي اعتزازه بها وحرصه على ممارستها، وهذا ما نتمناه بأن لا نكسبه وزيرا ويفقد الوطن دوره كجراح عالمي رائد. لقد انتقل الدكتور الربيعة من جهاز حضاري بمعنى الكلمة يتسم بالعمل المؤسسي المنظم والفكر الاداري المتطور وروح الانضباط العالية والبذل والتفاني، وأقصد الشؤون الصحية بالحرس الوطني التي قدمت نجاحات عالمية في خدمة الانسانية بمملكة الانسانية، جزى الله خيرا ولي امرنا وملك الانسانية عبدالله بن عبدالعزيز. فما من خطوة وقرار الا ويعكس العمق الايماني وحكمة القيادة والرؤية الثاقبة والعزيمة العالية وروح الأبوة في قائد مسيرتنا المباركة ويغمرنا فيها حيث المواطن في قلبه وعقله ومسعاه رعاه الله ووفقه لما يحب ويرضى. وحقا الدكتور الربيعة هو الرجل المناسب في المكان المناسب وقد غمرتنا الطمأنينة بما قال وسيبدأ فيه بإذن الله، لتطوير هذا القطاع الحيوي على امتداد الوطن في الاتجاهات الأربع، خاصة وان وزارة الصحة تحظى بميزانية هائلة ولا تبخل الدولة على صحة المواطن بالغالي والنفيس، ونثق انه يرى الواقع الصحي بخبرة وحنكة ادارية يتسم بها في حرصه على الدقة والاخلاص وروح الفريق ولا مجال للتهاون. ولقد سبق وأن سعدت بمقابلته في مكتب طيب الذكر معالي الدكتور أنور عبدالمجيد الجبرتي المشرف العام على مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث آنذاك، وسيماهم على وجوههم الطيبة حيث لمست مدى ما يتمتع به الدكتور الربيعة من رفيع الخلق والسجايا، وادركت بحس المواطن كم يحمل هذا الرجل من اخلاص لوطنه وتمنيت من كل قلبي أن يكون عمله ومهامه لصحة كل الوطن فالله الحمد والمنة ان حققت الثقة الكريمة ما أملناه. ان ما لفت نظرنا كمواطنين قوله : (لن أستغني عن كل رأي ناجح من اخواني المواطنين في المرحلة المقبلة التي تستدعي تضافر الجهود)، ومثل هذه الكلمات لم نسمعها الا من الدكتور الربيعة، وهذا يعني حرصه على صوت المواطن والوصول اليه، أيضاً تأكيد معاليه على مبدأ غاية في الأهمية يلخص التحدي الأهم في المسؤولية والهدف، حيث قال : (لقد تعلمنا من قائد مسيرتنا ان خيارات الفشل ليست في حساباتنا بعد التوكل على الله ثم دعم ولي الأمر حفظه الله). وبهذه الرسالة بعث وزير الصحة باشارة واضحة الى كافة العاملين في الوزارة بأن يكونوا أصدقاء المرضى ويبذلوا جهدهم باخلاص وتفانٍ وبالتعاون والشفافية، كما منح بهذه الاشارة معنى للمجاملة بأن كل مسؤول وطبيب في قطاعات الوزارة يجب أن يضع نصب عينيه حاجة المريض ولا تفرقة بين المرضى ولا ضياع لحقوقهم الصحية خاصة الضعفاء والبسطاء. أخيراً ندعو الله مخلصين أن يوفق الوزير الدكتور عبدالله الربيعة في مسؤوليته الجديدة وكل الوزراء والمسؤولين والقضاء على مظاهر التسيب وتردي الخدمات العلاجية وقضايا أسعار الدواء والارتقاء بالصحة العامة لتكون تاجا على رأس كل مواطن. حكمة : قيدوا نعم الله بالشكر.