حذر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو مما تتعرض له مدينة القدس من حملة شرسة من التهويد وطمس المعالم العربية والإسلامية وهدم المنازل محذراً من أن وضع المدينة بات يتطلب وقفة جادة . جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة الحادية والعشرين للقمة العربية في العاصمة القطرية التي بدأت أعمالها صباح أمس . وعبر الأمين العام في مستهل كلمته عن شكره وتقديره لدولة قطر على ما وفرته من أجواء الحفاوة ولما بذلته من جهود مخلصة ومبادرات موفقة للتمهيد لانعقاد هذا الاجتماع الهام مشيداً بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمصالحة وتنقية الأجواء العربية. ولفت إلى أن العالم الإسلامي يقف موقف النصير والمؤيد للعالم العربي وقضاياه كما أنه يمثل العمق الاستراتيجي الطبيعي بامتداده عبر أربع قارات وبثقله الديموغرافي الذي يضم خمس سكان المعمورة. وأشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى أنه عاد منذ عدة أسابيع من غزة حيث وقف على حجم الدمار الهائل الذي تسبب فيه العدوان الإسرائيلي وآثاره البشعة التي تجاوزت كل حدود فظاعة الحروب وويلاتها والذي انطوى على جرائم حرب مشهودة وجرائم ضد الإنسانية واستعمال الأسلحة المحرمة دولياً . وقال: من واجبنا الآن أن تتضافر جهودنا لمحاكمة مقترفي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية المختصة والإسراع في بدء إعمار القطاع ورفع الضائقة والمعاناة عن إخواننا هناك . وثمن الأمين العام جهود رأب الصدع الفلسطيني ممتدحاً ما يُبذَل من جهود للعمل على وحدة الفصائل والأطراف الفلسطينية في هذا الظرف الذي لا يتحمل تشتت العمل الفلسطيني أو تفرق الكلمة وتناقض المواقف . وحول الملف العراقي أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو استمرار اهتمام المنظمة بالشأن العراقي مبرزاً دور وثيقة مكة للمصالحة التي أشرفت عليها المنظمة في وقف الاقتتال الطائفي كما قامت المنظمة بافتتاح مكتب لها في بغداد كما أشار إلى الزيارة التي أداها للعراق برفقة ممثلين من كل مؤسسات المنظمة لدراسة إمكانية مساهمة المنظمة والدول الأعضاء في إعمار العراق وإعادة تأهيل مؤسساته. وعبر عن تضامن المنظمة التام مع السودان مبرزاً في هذا الصدد موقف المنظمة المناصر للسودان ومطالباً في الوقت ذاته بأن يقوم القضاء السوداني بكل ما تتطلبه العدالة من محاكمة المتورطين في أعمال إجرامية في دارفور حتى يشعر الرأي العام الدولي بجدية تعامل الحكومة السودانية مع الوضع الأمني والإنساني هناك . وأشار إلى اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة التي اجتمعت في نيويورك يوم 27 مارس الجاري والتي أصدرت بياناً عبرت فيه عن رفضها لقرار محكمة الجنايات الدولية وشجبت ازدواجية معاييرها وأكدت احترامها الكامل لسيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه وطالبت مجلس الأمن الدولي لتعليق طلب محكمة الجنايات تعليقاً نهائياً. وحول العملية السياسية في الصومال أثنى الأمين العام في كلمته على ما تقوم به جمهورية جيبوتي، مجدداً تهنئته للرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف أحمد ومناشداً بقية الأطراف الصومالية الانضمام إلى العملية السلمية. واختتم كلمته بالتذكير بما يعانيه المسلمون نتيجة تعاظم حملات التشويه المغرضة في الغرب التي أخذت تنحو منحى خطيراً مشيرا إلى ما تبذله المنظمة من جهود لدرء شرور هذه الحملات ومؤكداً الحاجة إلى تكاتف الجهود عربياً وإسلامياً لمواجهتها.