أكد رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح أن الأزمة العالمية الحالية أثبتت أن الاستثمار الجدي والجريء في تأسيس كيانات مؤسسية وشركات مؤهلة وفي مقدمتها شركات التصنيع يشكل بديلاً ذكياً لمردود مُجزٍ وقليل المخاطرة على المدى البعيد. وطمأن القطاع الصناعي المحلي خلال كلمته أمس في فعاليات (منتدى التوطين 2009 م الفرص والتحديات) الذي عقد بغرفة الشرقية أنه رغم صعوبة الوضع الاقتصادي العالمي الراهن، والتحديات الحالية في قطاع الطاقة، إلا أن المملكة ستظل ماضية في استثماراتها طويلة الأجل لتوسعة قطاعي النفط والغاز وبرامجهما لدعم امدادات الطاقة الوطنية والعالمية ملمحاً إلى أن احتياجات أرامكو السعودية الكثيرة مشابهة لاحتياجات قطاعات أخرى وكبرى مثل قطاعات البتروكيماويات والماء والكهرباء. ودعا المهندس خالد الفالح إلى اغتنام فرصة فترات التباطؤ التي يشهدها الاقتصاد العالمي لصياغة استراتيجيات استثمار المستقبل والتحضير لفترات التوسع الاقتصادي المقبلة والتركيز على تنمية أسرع لقطاع خدمات النفط والغاز والاهتمام كذلك بتنمية الصناعات المحلية من أجل تحويل المملكة من دولة مستوردة للسلع والخدمات والتقنيات المتعلقة بالنفط والغاز، إلى دولة مصدرة ورائدة في هذه المجالات. وحث على اغتنام فرصة الاستثمارات الضخمة التي تنفذها المملكة في الداخل، والتحسن الكبير الذي تشهده البيئة الاستثمارية بالمملكة، وتقدُّمها في قائمة البنك الدولي لتصنيف الدول التي يسهل فيها الاستثمار، ومتانة الاقتصاد الوطني الجاذب للاستثمارات خلال فترة الانكماش الاقتصادي العالمي الذي سيمكّن الدولة من المضي قدماً في تنفيذ مشاريعها التنموية، وتوسعة البنية التحتية. وأعلن بهذه المناسبة عن اعتزام الشركة قريباً توقيع مذكرة تفاهم مع سيموتومو كيميكال لإنشاء المرحلة الثانية من مجمع بترورابغ مشيراً إلى الثقل الاستثماري الذي أرسته الشركة عبر مشروعها القادم للبتروكيماويات في رأس تنورة مع شركة داو كيميكال الأمريكية باستثمارات تقارب المائة بليون ريال عند اكتماله وامتداد هذه الاستثمارات لتشمل إنشاءَ مدن صناعية متكاملة لاستثمار القطاع الخاص في الصناعات التحويلية والمساندة. وأعلن المهندس خالد الفالح خلال كلمته عن إطلاق أرامكو السعودية مبادرتين جديدتين مهمتين في مجال التدريب المهني بالشراكة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أولاهما تأسيس مركزٍ تدريبيٍ جديدٍ على غرار المراكز التي تديرها الشركة وهو المعهد الوطني للتدريب الصناعي في الأحساء وستقوم الشركة بتقديم المشورة لتصميمه وتجهيزه وتقديم أرض مساحتها 365 ألف متر مربع لإنشائه ويشمل فصولاً دراسيةً ومختبرات تتسع ل2000 متدرب. أما المبادرة الثانية التي أعلن عنها فهي مساهمة أرامكو السعودية بتقديم الدعم الفني للمعهد السعودي التقني للخدمات البترولية بالدمام بالشراكة مع وزارة البترول والثروة المعدنية . وأشار إلى أن المعهدين يهدفان إلى توطين الخبرات في مجالات الاستكشاف والإنتاج والقطاعات الصناعية المختلفة وتطوير الكوادر التعليمية والمناهج ذات العلاقة باستكشاف وإنتاج البترول وضبط الجودة كما تخطط الشركة لاستخدام هذين الصرحين، ليس فقط لتدريب موظفيها، وإنما لتوفير كوادر سعودية عالية التأهيل لخدمة قطاعات النفط والغاز والبتروكيميائيات بشكل عام.