أخي الفاضل الدكتور عبدالرحمن العرابي تحية تقدير واحترام - وبعد هناك مقولة دائما تتردد على مسامعنا منذ الصغر تقول - جميل ان تسمع بالرجال وهو أمر محبذ ولكن الأروع أن تخالط الرجال وتجلس معهم وذلك شيء كبير، وهكذا أنت يا أبا محمد من الرجال الذين سعدنا بمجالستهم والحديث معهم ، نعم فأنت من الذين نغبطك على معاملتك الراقية وأخلاقك العذبة وبشاشة وجهك ونقاء سريرتك، وانني اتذكر كثيراً من مواقفك النبيلة وأنت خارج هذا الوطن الذي تعشقه، وأجدني اليوم أمدحك تقديراً واحتراماً وأجد هذا واجباً لانك ابن من أبناء هذا الوطن العزيز، فالمساحة المضيئة في الذاكرة تحتفظ بكثير من المواقف ولكن أعرف أنك لا تحب المدح فاعذرني لأن قلبك لم يحمل ذرة من حقد أو حسد أو بغضاء لأحد، وهذا ما جعلني أكتب اليوم عنك وبكل صدق وشفافية، إنني أقول أنت من أولئك الرجال الذين تمتلىء نفوسهم صفاءً ومحبة لمن حولهم ، وإبان رئاستك لتحرير الصحيفة المكية (الندوة) كنت تجسد الارتقاء بهذا الصرح المكي فقد كانت في وجدانك ومن يعمل بها هم أيضاً ومن هذه الأرض الطيبة من هنا من منبع الرسالات السماوية ومهبط الوحي تصدر لتراها أعين الناس الطيبين صباح كل يوم لتشارك ضمن المنظومة طرحاً متميزاً ورؤية عميقة وصادقة وملتزمة بكافة الحياة حتى سعدنا بإطلالة (الندوة) الملونة وهذا التألق الجميل عندما كنت رئيساً رسميا لتحريرها وكان ذلك في 1/9/1419ه ، وقد صدر قبل ذلك عدد ملون عن اليوم الوطني كتجربة فخرج في ثوب أنيق ، أو كما قال العزيز المهذب حمد القاضي في رسالته آنذاك - أن كل ما يأتي من مكة حرسها الله مشرف ومتألق اليست هي منبع الاشراق، فنحن نعرف أن المسيرة التطويرية لهذه الصحيفة الغالية (الندوة) بلا شك كانت في اهتماماتك فقد كنت تعطي عطاءً يتفق ومحبتك لمكة وأهلها لأن هذه النقلة والتحول الذي كنا نراه روحا جديدة حيث تخطت باطلالتها الملونة العقبات ورسمت خطوط نجاحها بعطاء المحبين، لأنك كنت انسانا قبل كل شيء ، وقبل ذلك حرية التعبير تفرض عليَّ كتابة هذه الكلمات التي أنت تستحقها فقد أثبت أن الحق ليس مصطلحاً يعني الخلاف وتصيد الأخطاء والسلبيات ، ولكن هو مصطلح يعني الإيمان بقضية ما يعمل الإنسان على استمرارها ثم لابد أن ترتبط بإنسان يؤمن بها ويترجمها على أرض الواقع. أخي الفاضل - الدكتور عبدالرحمن أنت أهل لكل كلمة مدح لأنك إنسان مهذب تعرف قيم الوفاء والصدق. من الأعماق هناك نماذج مشرقة تستوقفك دائماً في محطات حياتك، ولكن تسارع خطى الحياة بات يجر شريط الذكريات.