الشباب عماد الوطن وهم مسقبلها الواعد وكل دولة تحرص على شبابها واستغلال الطاقات التي بهم بشتى الطرق وفي جميع مجالات الحياة المختلفة وكثيراً ما سمعنا عن صور مشرقة للشباب غيروا من أوطانهم وكانوا لبنة صالحة في مجتمعهم لأنهم بدأوا من الصفر وتدرجوا بعد ذلك في أعمالهم حيث كانت بدايتهم بسيطة كما هي عادة العظماء ومن ثم يطور من نفسه وذاته ويأخذ دورات في تخصصه وفي مجاله وهذا كله لأجل الوطن لأنه يستحق من أبنائه الكثير والكثير ولا تقوم أمة إلا بسواعد أبنائها وشبابها ولا بد في هذا الحرص على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وكل شخص حسب تخصصه وميوله فالمهني يرتدي بدلته ويكون في مصنعه وورشته ونجده ينتج والإداري يكون في مكتبه يدير شؤون مؤسسته وإدارته وكل منهم بدأ صغيراً وبجهده ومثابرته يصل إلى المناصب الكبرى ويصبح رئيساً ومديراً وقد يكون صاحب شركة أو منشأة ولا يأتي هذا إلا بعد جهد واجتهاد ومثابرة وحرص وكما قيل لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا , وقيل بأن السعودة لم تطبق على المناصب الكبرى في شركات كثيرة وأن الشباب مضطهدون من مديرين أجانب لا يراعون مشاعرهم ولا سعودتهم بل هم تحت ضغط وعمل شاق وظلم مشهود فأقول لمثل هؤلاء بأن من أراد العلا فلابد له من سهر الليالي ومن أراد مستوى وظيفياً راقياً وعالياً فليشمر عن ساعده وليخض البحر بما فيه ويتوكل على الله وسيصل إلى مراده ومناه وليس بالأماني والأحلام تتحقق الأهداف وإنني على علم تام يا معالي الوزير بأن الإخفاق ليس من وزارة العمل بل من أصحاب العمل وعندي الدليل القاطع على ذلك. ولكن .. ليست الشهادة وحدها تكفي لأن يرتقي الشخص وأن يتقلد مناصب قيادية بل للخبرة دورها والرجل ذو الخبرة الكافية هو أدرى وأعرف بعمله ومكامن القوة والضعف وكيفية تسيير الأمور بخلاف ذلك الشاب الذي يفور قوة وحيوية وحماساً وربما بهذه قد يرتكب أخطاءً فادحة وأموراً لا تحمد عقباها , ونشاهد الآن بأن الشباب يرفضون الاستجابة لخطط السعودة في القطاع الخاص وهذا يعود لأسباب من أبرزها رغبتهم في شغل المناصب العليا في تلك الشركات ووجهة نظر وزارة العمل في أن تحل هذه المشكلة بتلبية رغبتهم وتنصيبهم لذلك حيث إن هنالك وظائف لمناصب كبيرة في شركات كثيرة لم تسعود إلى الآن ويشغلها أجانب والسؤال لماذا لا تبدأ الوزارة بسعودة الوظائف الكبرى في الشركات والمؤسسات وتتدرج في ذلك بدلاً من الوظائف الصغيرة حتى لا يتعرض شبابنا للتطنيش من قبل المسئولين الأجانب الذين يشغلون مناصب عليا هناك وتنجح السعودة وأعتقد أن الشاب السعودي لن يرفض وظيفة ذات مركز , فمن هذا المنظور يجب أن تسعود المناصب الكبرى لشباب يفتقدون إلى كثير من الخبرة والإدارة وأساليب القيادة وبحكم خبرتنا في توظيف الشباب السعودي نجد أنهم على مستوى المسئولية في جميع المجالات وخاصة المهنية منها والإدارية كذلك , و حيث إن العمل المهني هو الذي يجب أن يدرب عليه شباب وطننا ليكونوا منتجين وفاعلين وعلى قدر جهدهم ينال ما يريد ويتمنى وليس من أول الطريق يصبح رئيساً وهذا الذي يفكر به أي عاقل ويقول به أي مدرك ولا ننظر إلى السعودة بأنها توظيف سعوديين فحسب بل يجب أن نوسع مداركنا ولا نوقع أنفسنا في متاهات نعلم أسبابها وإن لسعودة المناصب الكبرى وقتها وحينه عندما نجد الكفؤ المناسب من الشباب السعودي لاشغالها . والله من وراء القصد ,,,