التقى صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم أمس بمديري التربية والتعليم ومساعدات مديري التعليم ومديري ومديرات مدارس مشروع (تطوير) بمناطق ومحافظات المملكة وذلك عقب أعمال اللقاء الأول (شركاء في التطوير) لمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم بهدف الاطلاع على الرؤى المستقبلية للمشروع وخطواته التطبيقية القادمة. وقال سموه في كلمة له بهذه المناسبة إذا كانت بداية رسالتنا الخالدة منزلةً إلى رسولنا الأمي (اقرأ باسم ربّك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربّك الأكرم الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم )، فواجبنا العمل لوجه الله تعالى قبل كل شيء ثمّ لهذا الوطن المعطاء ومواطنيه الكرام ولقيادتنا الحكيمة بروح الفريق الواحد داخل جهاز هذه الوزارة، وإدارات التعليم، والمدارس لتحقيق ما هو معوَّل علينا، وما هو مؤمل منّا، وما هو واجب علينا. وخاطب سموه الحضور بقوله :إن خدمة هذا الكيان الكبير تعد فخراً لأي مواطن وأعظم فخراً أن نتشرف بهذه الثقة السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين لتحمّل مسؤولية أجيال المستقبل والعمل معكم ومع هذه النخبة من الأخوة والأخوات، معلمين ومعلمات، الذين حملوا أكبر أمانة في صياغة وبناء ثروة الوطن الأولى في بلاد عمادها الإسلام والسلام. وأعرب سموه عن شكره وتقديره لمعالي الدكتور عبد الله العبيد وزير التعليم السابق ونوابه الأمير الدكتور خالد المقرن والدكتور سعيد المليص على ما قاموا به من جهود لمشروع (تطوير) لتحقيق تنمية مستدامة أساسها الإنسان . وقال سموه :وفي هذه المناسبة نؤكد على الدور الكبير الذي نعوِّل عليه في تمكين المرأة من أخذ دورها القيادي في العمل التربوي أهنىء التربية والتعليم بهذه الثقة السامية التي تمثَّلت بتعيين الأخت نورة الفايز، متطلعين لدور المرأة في خدمة المجتمع بما يتفق مع مبادئنا وقيمنا والعمل على تحقيق توجيهات مجلس الوزراء الأخيرة في هذا الشأن. وأوضح سمو الأمير فيصل بن عبدالله أن هذا الاجتماع يعد الأول مع قمة العمل التربوي والتعليمي ممثلاً في مديري التربية والتعليم والعاملين والعاملات معهم ، مقدراً الجهود المبذولة في تطوير دورهم المحوري متطلعاً إلى مضاعفة الجهود بتحمل المسؤولية والأمانة خدمةً للمعلم والمعلمة والطالب والطالبة. وأشار إلى أن التعليم العام هو الأداة الرئيسية لتطوير المعارف تجاه جميع مناحي الحياة للّحاق بالدول المتقدمة والتحوّل إلى مجتمع المعرفة ، فالمعلم هو أساس العملية التعليمية والتربوية، وهو مَن بإذن الله سيحظى بتخصيص نسبة كبيرة من جهود تطوير التعليم العام (باختياره، وإعداده، وتدريبه، وتحفيزه، ومحاسبته، ورفع روحه المعنوية، وزيادة ولائه وانتمائه لأشرف مهنة)0 وأضاف سموه : إن اجتماعنا اليوم لمحاكاة الإرادة السامية في مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم ( تطوير) هي تحمّل مسؤولية الرؤى المستقبلية لوليّ الأمر مستأمناً عليها أبناءه وبناته من مسؤولي التربية والتعليم للإسهام في إنجاح هذا المشروع وأهمية تحديد العلاقة بين المشروع والشركة وإدارات التعليم باحترافية وبدقّة بما يخدم أهداف هذا المشروع الطموح، بمشاركة أصحاب العلاقة (منسوبي التربية والتعليم، والخبراء، والمهتمين، والقطاع الحكومي، والخاص، والمجتمع المدني، وأولياء الأمور) فبناء شركة تطوير القابضة بأسلوب حديث لتكون المحرك الرئيسي لتطوير التعليم بالاستثمار في بناء القيمة المضافة والتنمية المعرفية هو ما نتطلع جميعاً إليه مؤسسون ومشاركون . وأكد سمو وزير التربية والتعليم أن الأساليب الحديثة مع متطلبات ازدياد النموّ السكاني الذي تشهده البلاد يحتّم علينا تطبيق اللامركزية بالأسلوب المناسب مع تطبيق نظام فعّال للأداء والمحاسبة والمكافأة بناءً على مؤشرات أداء متفق عليها للوزارة، وإدارات التعليم، والمعلمين، والمدارس 0 وكذلك التوجّه باعتبار التعليم الأهلي شريكاً مهمّاً للتعليم الحكومي، وتنفيذ مبادرة التعليم الأهلي، ودعم إنشاء شركات كبرى للتعليم الأهلي 0 هذا ولابد من تأكيد دور الأسرة والإعلام بوسائله المختلفة وجميع القطاعات المعنية في المجتمع كشركاء أساسيين للعمل التربوي والتعليمي0 وأوضح أن التعليم شأن عام يحقّ لكل شرائح المجتمع متابعته وإبداء مرئياتهم حوله، وواجب الوزارة هو توفير المعلومة الصحيحة والدقيقة والأخذ بمرئياتهم بالعناية والاهتمام الكافيين والاستفادة منها، وبالمقابل تنتظر الوزارة دعم المجتمع لمشاريعها وبرامجها ومنح تلك المشاريع والبرامج الفرصة الكاملة للنجاح بمشيئة الله تعالى 0 بعد ذلك استمع سمو وزير التربية والتعليم إلى نقاش مطول بين قيادات المشروع ومنسوبي الميدان حملت آفاق العمل المشترك الهادف إلى تحقيق التطلعات المأمولة من هذا المشروع .. ووجه سموه بضرورة العمل الجاد ومواصلة الجهود السابقة وتعزيزها والعمل على تفعيل اكبر للمشروع من أجل مستقبل الوطن وأبنائه. يذكر أن اللقاء قد بدء بعرض لنموذج مدارس تطوير للعام الدراسي 1430/1431ه قدمه وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط والتطوير ومدير عام المشروع الدكتور نايف بن هشال الرومي وتناول فيه الإطار المرجعي لمشروع تطوير المشتمل على فلسفة المشروع وغاياته ونموذج مدرسة تطوير والمفاهيم الجديدة. وأكد الدكتور الرومي أهمية العمل المشترك من أجل تحقيق أهداف المشروع والوصول إلى النتائج المأمولة، مشيداً في الوقت ذاته بالخطوات التي تمت في المراحل السابقة، كما تناولت ورشة العمل المشتركة الإطار المرجعي لمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم. ثم عقدت بعد ذلك ورشة عمل حول خطة التوسع للعام القادم بمشاركة مديري التربية والتعليم ومديري مدارس تطوير وتناولت الورشة مشروع التوسع في مدارس التطوير والذي سيشمل عدداً أكبر من المدارس الحالية وتقييم المعايير والبرامج المقترحة والسابقة في مدارس تطوير وتطبيقاتها الجديدة، إضافة إلى الآلية التي ستتبع لتلك الخطة وأبعاد هذه المرحلة المقبلة. وفي ذات الإطار التقت معالي النائبة لشؤون تعليم البنات نوره الفايز بمساعدات مديري التربية والتعليم ومديرات مدارس تطوير وتناول الحديث أبعاد مشروع (تطوير) وأهدافه والخطط المستقبلية وفق الرؤى والتطلعات التي ترسم لهذا المشروع واستمعت معالي النائبة إلى التصورات التي حملتها مديرات المدارس ورؤاهم المستقبلية.