استبعد الرجل الثاني بالقيادة العسكرية الأميركية في العراق أي خفض بعدد قواته بهذا البلد قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة في بغداد نهاية العام الجاري. وأكد العميد لويد أوستن للصحفيين بوزارة الدفاع (البنتاغون) عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أن القوات الباقية يتوجب أن تضمن ذات الدرجة من الأمن التي كانت متوافرة خلال انتخابات مجالس المحافظات العراقية في يناير الماضي. وأضاف (ما لدينا الآن (من قوات) هو ما نخطط للتنبوء بوجوده في المستقبل). وأكد أيضا أن عدد الهجمات بهذا البلد انخفض من أربعمائة أسبوعيا إلى نحو مائة هجوم مضيفا أنه لا يزال هنالك عمل (لم ينجز بالموصل ومحافظة ديالى) حيث يعتقد أن تنظيم القاعدة يحتفظ ببعض خلاياه هناك. وكانت القيادة العسكرية الأميركية قد أعلنت أمس أنها قد تسحب خلال الأشهر الستة المقبلة 12 ألفا من قواتها التي يبلغ عدد أفرادها 140 ألفا. يُذكر أن الرئيس باراك أوباما صرح في يناير الماضي أن بلاده ستسحب بحلول أغسطس 2010 مائة ألف من قواتها، وستبقي على قوة يترواح عددها بين 35 وخمسين ألفا. وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين على سحب كامل للقوات الأميركية من العراق بنهاية عام 2011. في السياق جدد التيار الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر مطالبته بانسحاب فوري للقوات الأميركية من البلاد. وقال رئيس الكتلة الصدرية بالبرلمان إنه لا يعير اهتماما لما يصدر عن المسؤولين الأميركيين حول الانسحاب، مؤكدا مطالبته بالسحب الفوري لهذه القوات. وأضاف أحمد المسعودي أن أوباما أعلن أنه سيسحب القوات القتالية من العراق (وهو ما يعني بقاء قوات غير قتالية بالميدان مما يعني خرقا للاتفاقية الأمنية). في هذه الأثناء كشف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن هنالك خلافا كبيرا مع إيران على ترسيم الحدود البرية والبحرية، وأن الخلافات القديمة بهذا الشأن لم تسو رغم تحسن العلاقات الثنائية. وقال الوزير العراقي لقناة الشرقية العراقية إن لدى بلاده (مشاكل كبيرة جدا مع الجانب الإيراني في مسألة تثبيت وترسيم الحدود البرية والبحرية والنهرية) وإن لديها مشاكل مع طهران حول (مسار شط العرب الذي انحرف عن مساره). وأضاف أن بغداد حاولت منذ مدة إقناع الجانب الإيراني بضرورة (وأهمية أن نبدأ بالتحرك سوية لتفادي المشاكل التي ربما ينجم عنها مثل هذا الوضع). وكان خلاف حول الحدود بين الدولتين والسيطرة على مجرى شط العرب المائي الإستراتيجي الذي يعرف في إيران باسم أروند رود، قد ساعد على اندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي قتل فيها ما يقرب من مليون شخص بين عامي 1980 و1988. ويربط شط العرب بين نهري دجلة والفرات، ويصب بالخليج تحت ميناء البصرة العراقي، وهو منفذ الشحن الوحيد للعراق. ميدانيا قتل خمسة أشخاص بينهم شرطيان واثنان من أفراد قوات الصحوة في ثلاث هجمات متفرقة في بغداد والموصل. ونجا كذلك محافظ محافظة صلاح الدين من محاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة أثناء مرور موكبه، بينما أصيب بالهجوم خمسة من حراسه حسبما أفادت الشرطة العراقية.