برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - «الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات» التي ستعقد بمشيئة الله في مركز الملك فهد الثقافي اليوم السبت حتى 12 ربيع الأول الجاري والتي تنظمها جامعة الملك سعود بالتعاون مع كلية الحقوق بجامعة باريس «ديكارت » ومرصد الدراسات الجيوسياسية بفرنسا وسفارة خادم الحرمين الشريفين بفرنسا والملحقية الثقافية السعودية بباريس . أوضح ذلك معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ورفع معاليه بهذه المناسبة أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين أيده الله على هذه الرعاية . وقال: إن الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات تأتي في سياق دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى حوار أتباع الديانات والحضارات، وانطلاقاً مما تركته تلك الدعوة المباركة من آثار إيجابية في نفوس الطامحين إلى الحوار والتفاهم والتقارب والتعارف بين الحضارات، ومما كرسته من قيم تنتمي إلى الصدق والعدل والتكافل والمساواة وحفظ كرامة الإنسان ومكارم الأخلاق . وبين أنه تم توجيه الدعوة لعدد كبير من المهتمين بقضايا الحوار بين الأمم للمشاركة في هذه الندوة، وتأمل الجامعة أن تسهم هذه الندوة في تعزيز ثقافة الحوار ودعم مناشطها لدعم السلام العالمي ونبذ العنف والإرهاب بين المجتمعات . وأكد الدكتور العنقري أن تفضل الملك المفدى أيّده الله برعاية مناشط الندوة يأتي تجسيداً لاهتمامه بتفعيل مبادرته السامية الكريمة الداعية إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات الإنسانية في كل محفل من منطلق ما تمثله مكانة المملكة على المستوى الإقليمي والعالمي انطلاقاً من دعوته إلى إجراء حوار بين الحضارات لتعزيز التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب والتأكيد على القيم المشتركة ونشر السلام والصدق والتسامح والعدل والتكافل والمساواة وحفظ كرامة الإنسان ومكارم الأخلاق. وتفعيلاً لرؤيته - حفظه الله - فإن جامعة الملك سعود تعقد الندوة السعودية الفرنسية الأولى لحوار الحضارات . من جهة ثانية أوضح معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان أن الندوة تأتي امتدادا لرسالة السلام المتجسدة في رؤية خادم الحرمين الشريفين القائمة على مبادئ الحوار وإرساء دعائم السلام، وأن مشاركة نخبة من الباحثين الذين يمثلون المملكة العربية السعودية وفرنسا دليل ناصع على الدعوة إلى السلام والرحمة التي تحفظ كرامة الأنام، متمنياً لأعمال الندوة التوفيق والنجاح. تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الندوة تشمل مناقشة عدد من المحاور المهمة في مسألة حوار الحضارات، ويشارك فيها نخبة من الأكاديميين السعوديين والفرنسيين من خلال خمس جلسات متتالية، حيث تناقش ورشة العمل الأولى (السلام ومستقبل كرامة الإنسان) موضوع مستقبل كرامة الإنسان ضمن مفهوم السلام من خلال الدعوة إلى مناهضة الحروب بين الشعوب ونبذ العنف والإرهاب والتطرف والعنصرية بجميع أشكالها، ووضع تصور عملي من أجل الخروج من الواقع المؤسف الذي يهدد كرامة الإنسان، ويرأس الجلسة الدكتور محمد خير البقاعي , فيما تناقش ورشة العمل الثانية / الصورة النمطية للمشهدين الثقافيين الغربي والعربي / الصور النمطية عن العرب والمسلمين في المشهد الثقافي الغربي والصورة النمطية للغرب في المشهد الثقافي العربي، والعمل على البحث عن آليات عمل مشتركة تسهم في التخفيف من حدة هذه الصور الجاهزة التي لا تثير في مجملها إلا حالة من العدائية والكراهية بين الشعوب. وورشة العمل الثالثة (الثقافة وحوار الحضارات) تناقش سبل تفعيل التبادل الثقافي بين الحضارتين العربية الإسلامية والحضارة الغربية وذلك عن طريق إبراز دوافع هذا التواصل وتفعيل أهم العناصر التي من شأنها تحفيز التبادل الثقافي مثل تفعيل الدور التواصلي للترجمة وإقامة المعارض التراثية والفنية على أساس أن ظاهرة التواصل بين الثقافات بمختلف مشاربها اجتماعية إنسانية تفضي إلى مزيد من التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب. وأما ورشة العمل الرابعة (دور التعليم في تفعيل الحوار بين الحضارات) فتناقش دور التعليم في تفعيل الحوار الحضاري بين الثقافات من خلال إقامة شراكة تعليمية وبحثية لإنشاء مشاريع مستقبلية تركز على تفعيل برامج المنح الدراسية المشتركة وتبادل الطلاب والإنتاج العملي المشترك والشراكات العلمية بين المؤسسات التعليمية للنهوض بمستوى التبادل المعرفي بين الحضارات، وورشة العمل الخامسة (صناعة المشترك واحترام التنوع الثقافي) ستناقش قضايا ومشكلات في التعددية الثقافية، وتسعى إلى البحث عن القيم الثقافية المشتركة وإحيائها والدعوة إلى احترام هذه التعددية وهذا التنوع من أجل التعايش ونشر ثقافة التسامح بين الشعوب على أساس أن جوهر الثقافة إنساني بطبيعته، وفي الجلسة الختامية سيتم قراءة توصيات ورش العمل، وإعلان البيان الختامي لأعمال الندوة. وأوضح المنسق العام للندوة الدكتور سعيد بن فايز السعيد أنه سيجتمع على مدار ثلاثة أيام متتالية نخبة من الأكاديميين السعوديين والفرنسيين يتحاورون في تعميق مبادئ الحوار التي أرست دعائمها الندوات السابقة في مكةالمكرمة و مدريد وفي رحاب الأممالمتحدة في نيويورك، وتهدف الندوة إلى إعلاء شأن الحوار المتكافئ وتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب، والتأكيد على القيم المشتركة، ونشر السلام والتسامح ، وحفظ كرامة الإنسان.