صدر لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مؤخراً كتاب بعنوان (التنبيهات السنية في بيان حقيقة ما يسمى بالأعمال الجهادية) ويأتي إصدار هذا الكتاب في إطار الهم الذي تتحمله الجامعة، والمسؤولية المناطة بها في تعزيز الانتماء الوطني، ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي سببت انحرافات فكرية جرفت الشباب وجرتهم لمشاركات وتصرفات ظنوها من دين الله عز وجل، وشاركوا فيها باسم الجهاد، وتجاسروا على تجاوز أصول شرعية ظاهرة، ومعالم واضحة من السمع والطاعة، وتقتضي البيعة، والنصيحة له ولرسوله ولائمة المسلمين، إلى غير ذلك من المفاسد المترتبة على هذه المشاركات. ويعالج الكتاب هذه الجزئية، بأسلوب هادئ، وتأصيل واضح، ونبرة حانية، ومناقشة متوازنة تعتمد مخاطبة العقل والعاطفة بتلك الأصول الواضحة، تبحث هذه النازلة التي تعد فتنة سقط فيها من سقط، واختلطت فيها الآراء، وتحيرت فيها الأفهام وعصفت بالشباب. وقد حوى الكتاب بعد المقدمة على مبحثين وخاتمة: ففي المبحث الأول الذي بعنوان (المعالجات) اشتمل على أربعة مطالب هي الاستقامة على دين الله واستدامتها على أساس متين، وإتباع المنهج الصحيح في النظر والاستدلال، والعلم بفقه الواقعة وتنزيل كلام العلماء عليها، وأمر الجهاد موكولٌ لوليّ الأمر. والمبحث الثاني بعنوان (مفاسد الخروج) اشتمل على عشرة مطالب هي: الخروج عن الطاعة، ونقض البيعة الصحيحة، وعدم وضوح الراية التي يُقابل تحتها، واستغلال شباب الأمة فكريًّا، وشعور الشباب بانقطاع انتمائهم وولائهم لبلادهم ومجتمعهم، وإحراج بلدهم “ المملكة العربية السعودية “، وعدم الأخذ بإذن ولي الأمر والوالدين في الجهاد، وارتكاب منكرات وكبائر، والغرور والعجب لمن يقوم بالخروج، وتشويه صورة الجهاد، ثم جاء بعد ذلك الخاتمة. كما حوى الكتاب ملحقاً يشتمل على: توجيهات حول الخروج للجهاد الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله –، وتوجيهات للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – رحمه الله – حول مسائل عن الجهاد والتفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض، وبيان سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية حول خروج بعض الشباب إلى الخارج لأجل ما يظنونه جهاداً، وإجابات على أسئلة عن الخروج للعراق وغيره للشيخ صالح بن محمد اللحيدان، وكذلك أسئلة وأجوبة مهمة في الجهاد لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.