الرسالة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بالأمس الى أخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية، تعكس التطابق الكبير في الرؤى والمواقف بين البلدين الشقيقين تجاه قضايا الامة العربية بصفة عامة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص واتفاق المصالحة الذي تم أمس الاول في القاهرة انجاز تاريخي بكل المقاييس تم برعاية مباشرة من الشقيقة مصر وبارادة مشتركة بين المملكة ومصر للعبور بالاشقاء الفلسطينيين من بحر الخلافات المتلاطم الى طوق النجاة المتمثل في وحدة فلسطينية تعيد للقضية الفلسطينية أهميتها على كافة الساحات المحلية والاقليمية والدولية. وكما قال المليك المفدى فإن مصر قد تصدت لدورها التاريخي بقيادة الرئيس مبارك بجهد لا يعرف الملل ولا الكلل لايجاد الحل للخلاف الفلسطيني الفلسطيني، وهو جهد تستحق مصر قيادة وشعباً التهنئة عليه، فقد جاء هذا النجاح وما أكثر العراقيل التي وضعت امامه ولكنها ارادة الله الغالبة ان ينتصر الخير دائماً على الشر في نهاية الامر. فمنذ ان بدأت المبادرة المصرية كان هناك دعم قوي من خادم الحرمين الشريفين لها وهو دعم اظهره حفظه الله في القمة الخليجية الطارئة وفي قمة الكويت بالدعوة الى المصالحة العربية والمصالحة الفلسطينية ونبذ الخلاف. والآن وقد تم اتفاق المصالحة فقد كانت رسالة خادم الحرمين الشريفين لذلك واضحة للاشقاء الفلسطينيين بأنه قد آن الاوان ان يقولوا لامتهم العربية والاسلامية، بل وللعالم اجمع بأنهم أكبر من الجراح وأعلى من الخصومة والاقدر على المصالحة. نعم الكرة الآن في الملعب الفلسطيني لكي يثبتوا انهم على قدر التحدي، فالمخاطر كثيرة وما تم حتى الآن خطوة مهمة، ولكن المنتظر لازال كثيراً فالقضايا كثيرة ومتشعبة ولكن بالارادة القوية يمكن تجاوز الصعاب جميعها، فما تم بالأمس انجاز ولكنه انجاز كما قال عنه المليك المفدى في رسالته للرئيس مبارك يستدعي تكاتف الجميع للوصول لحل نهائي سيحملنا جميعاً الى آفاق جديدة لمسيرتنا العربية المشتركة، وقد تضمت رسالة خادم الحرمين اشارة مهمة لمخاطبته للعالم كافة ولقادته وشعوبه بأن تحكيم العقل في كل خصومة او خلاف أو عداوة أمر من الضرورة بمكان، وهذا هو نهج خادم الحرمين الذي يدعو اليه دائماً بتغليب الحوار على الخلاف والمنطق على الهوى.