يقود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حملة الشفافية والمصارحة التي تنتظم اليوم المملكة من أقصاها الى ادناها. ليس هنالك شفافية مطلقة لملك أو رئيس أو زعيم كائناً من كان أبلغ من أن يقف خادم الحرمين الشريفين بشجاعته المعهودة فيقول انه يوجه أعنف أنواع النقد الذاتي لنفسه. على طريق وخطى المليك يبرز صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة كأحد الشواهد المضيئة لمجتمع الشفافية المطلقة. حين كسر سموه الحاجز النفسي بين هذا الجهاز البالغ الحساسية وبين المواطنين والمقيمين مُرسياً بذلك سابقة لم نشهدها في أي بلد عربي، ولا عالمي حتى، فالاستخبارات عموماً لازالت تجري سيرتها على ألسنة الناس في كل بلد على انها جهاز من أجهزة الدولة القمعية. ظهور سمو الأمير مقرن مرة أخرى في اثنينية عبدالمقصود خوجة واستقباله لكل سؤال واستفسار بعقل مفتوح وقلب مفتوح يؤكد النهج الجديد لقائد هذه البلاد ومعاونيه حيثما وجدوا وعلى مختلف رتبهم ومستوياتهم. |وعلى صفحات (الندوة) اليوم نرصد ضرباً من ضروب الشفافية لمعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور اسامة فضل البار في سلسلة أحاديثه الضافية لرئيس التحرير على نحو ما هو منشور اليوم وبالأمس وغداً، ما كان لأمانة العاصمة المقدسة وما كان عليها نجده مرصوداً بين ثنايا هذه الأحاديث. في الواقع نحتاج في كل دائرة حكومية ومنشأة ومرفق من مرافق القطاع الخاص الى الاقتداء بقائد هذه البلاد ومعاونيه ونماذج تضرب المثل الحي في بعض المواقع. | في غياب الشفافية تنشأ وتفرخ الاشاعات والاجتهادات الخاطئة واطلاق الكلام على عواهنه فتعيش المجتمعات في بلبلة وحيرة من أمرها، وتصيب الانجازات القائمة، والواقفين خلفها السهام الطائشة. | لو أن كل واحد من أفراد المجتمع مارس الصدق مع النفس ومع الآخرين لتقلص حجم المشاكل، وهانت حلولها وعاش الجميع في وئام ومحبة بعيداً عن الشكوك والظنون والأوهام ولتقدمت الدول بسرعة الصاروخ. | الطابور الخامس ينشأ ويعيش كما تنشأ وتعيش خفافيش الظلام، والأنوار المضيئة والكاشفة هي التي تطرد الخفافيش والهوام فتلوذ بجحورها وتختنق فيها وتموت ولا تسمع لها صوتاً ولا تحس لها ركزا!.