رفض الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز فكرة إقامة دولة واحدة تضم اليهود والفلسطينيين، باعتبارها حلا للصراع العربي الإسرائيلي. وفي مقال نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر أمس, أعرب بيريز عن اعتقاده أن الحل يكمن في إقامة دولتين (ليس لأنه الحل الأنجع لهذا الصراع الأزلي فحسب, بل لأنه في متناول أيدينا). وبدا بيريز وكأنه يرد على المقترح الذي قدمه الزعيم الليبي معمر القذافي في (الكتاب الأبيض) بإقامة دولة واحدة أطلق عليها اسم (إسراطين) تجمع بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأشار في المقال صراحة إلى ذلك الاقتراح. ومع أنه أبدى رفضه لتلك الصيغة فإنه قال إنه تحمس للطريقة التي طرح بها القذافي فكرته وبنى عليها منطقه. ويبرر الرئيس الإسرائيلي رفضه للفكرة بالقول إنها (ستقوّض شرعية إسرائيل وحقها في الوجود كدولة يهودية ذات سيادة معترف بها دوليا). ويضيف قائلا إن حل الدولة الواحدة ينطوي على خلل جوهري كاف لأن يجعله لا يحل القضية على الإطلاق. فمن المنظور الإسرائيلي –كما يقول- لا يمكن للشعب اليهودي القبول بإجراء ذي دلالة على نهاية وجود الدولة اليهودية. ومن وجهة النظر الفلسطينية, فإنه لا ينبغي حرمانهم من فرصة إقرار مصيرهم الوطني بأيديهم, على حد تعبيره. واعتبر بيريز إقامة دولة واحدة متعددة القوميات بمثابة مسار غامض لا ينبئ بسلام, بل يؤكد على استدامة الصراع, ضاربا المثل في ذلك بلبنان الذي أدت إراقة الدماء وزعزعة الاستقرار فيه إلى تدميره (وهو يمثل نموذجا واحدا من بين العديد من النماذج لأزمات من هذا النمط غير المرغوب فيه.) ومع إقراره بما يكتنف حل الدولتين من مصاعب عديدة, فإنه يرى أنه الصيغة الواقعية والأخلاقية الوحيدة لوضع حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني, مشيرا إلى أن سلامة إسرائيل لا تكمن في الدفاع عن حدودها وحسب بل في السلام كذلك.