أعلنت حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعومة من الغرب يوم الاربعاء عن برنامج لاعادة اعمار غزة بقيمة 600 مليون دولار. وقال سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية ومقرها الضفة الغربية (يوفر البرنامج منحة مالية للمساهمة في ترميم المنازل المتضررة جزئيا أو اعادة بناء المنازل المدمرة كليا) خلال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة والذي استمر 22 يوما. وتريد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ان يرجع الفضل في اعادة اعمار غزة الى السلطة الوطنية الفلسطينية التي يرأسها عباس وليس لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) المدعومة من ايران والتي فازت في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006 وبسطت سيطرتها على قطاع غزة بعدها بثمانية عشر شهرا. وقال دبلوماسيون غربيون انه بينما ستأخذ حكومة عباس بزمام المبادرة في التخطيط لاعادة الاعمار فان وجودها الهزيل على الارض في قطاع غزة يعني ان منظمات الاممالمتحدة ومقاولين سيتولون مبدئيا عمليات الاعمار. وذكر فياض في جلسة استماع نظمها الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (امان) الذي يضم عددا من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في رام الله بالضفة الغربية (تبلغ قيمة هذا البرنامج حوالي 600 مليون دولار يتوقع تغطية معظمها من المانحين.) وقال انه سيتم الاعلان عن التفاصيل قريبا. وتستضيف مصر مؤتمرا دوليا بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية يوم الثاني من مارس حول اعادة اعمار غزة الذي تقدر تكلفته بنحو ملياري دولار. ولم يتضح بعد متى ستبدأ اعادة الاعمار بسبب الخلافات الفلسطينية الداخلية ورفض اسرائيل السماح بدخول مواد البناء. وكانت حماس اعلنت من جانبها خططها لاعادة اعمار غزة وتعهدت بتقديم نحو خمسة الاف دولار لكل اسرة دمر منزلها. وبينما تفتح اسرائيل معابر غزة امام كميات أكبر من الغذاء والدواء فانها ترفض حتى الآن السماح بدخول الزجاج والحديد والاسمنت. ويقول مسؤولون اسرائيليون ان حماس قد تستخدم هذه المواد في صنع صواريخ وبناء مخابيء وانفاق. كما منعت اسرائيل حكومة عباس من تحويل أموال من الضفة الغربية الى قطاع غزة لدفع رواتب عشرات الالاف من الموظفين مما يلقي بظلال من الشك على قدرة فياض على تنفيذ اي عمليات لاعادة الاعمار في القطاع. وكان بيتر ليرنر المسؤول بوزارة الدفاع الاسرائيلية صرح بان الدولة اليهودية وافقت على السماح بدخول عشرة ملايين شيقل اسرائيلي (2.5 مليون دولار) الى قطاع غزة مقابل نفس المبلغ من أوراق شيقل بالية. وقال مسؤولون فلسطينيون وغربيون ان اسرائيل رفضت السماح بتحويل 237 مليون شيقل (58 مليون دولار) طلبتها حكومة عباس لدفع المرتبات. وبناء على ذلك ذكر فياض انه سيتم تأجيل دفع مرتبات موظفي السلطة الفلسطينية لمدة أسبوعين.