شهد جناح المملكة العربية السعودية المشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية ضمن إطار جدول فعالياته الثقافية ندوة تعريفية تناولت المشاريع التطويرية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وقدم أستاذ الهندسة المعمارية ووكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور محمد بن عبدالله إدريس عرضًا مصورًا للمشروعات التطويرية التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتطوير المشاعر في مناطق الحرمين والمشاعر المقدسة من أجل التيسير على الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة. وتحدث المحاضر عن التحدي الكبير الذي تواجهه المملكة والمتمثل في زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين كل عام عن سابقه وبشكل كبير وهو ما واجهته المملكة بوضع وتنفيذ مجموعة ضخمة من المشروعات التطويرية كتوسعة مساحة الحرمين وزيادة الساحات حولهما وفتح الطرق منهما وإليهما وزيادة عدد المرافق والخدمات في مناطق المشاعر المقدسة التي يقصدها الحجيج طوال مناسك الحج فشملت ساحات جبل الرحمة ومستشفى مجهز بكامل الخدمات وكذلك مراكز لإرشاد الحجيج التائهين في أي من مناطق الحج وغيرها من الخدمات الجليلة. كما تم عقد ندوة أخرى ضمن فعاليات المشاركة الثقافية الفاعلة للجناح السعودي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية وجاءت تحت عنوان الحركة التشكيلية بالمملكة العربية السعودية قدمها كل من الأستاذ الدكتور بجامعة أم القرى حمزة بن عبدالرحمن باجودة والدكتورة عبير مسلم الصاعدي بجامعة أم القرى ودارت الندوة حول الفن التشكيلي السعودي ملامحه ومراحل تطوره وسماته الخاصة ودور المرأة السعودية في تطوير هذا الفن. وأكد المحاضران التطور الكبير الحاصل في الحركة التشكيلية والتي واكبت تطور العلم منذ البدايات الأولى وحتى ابتعاث الطلبة السعوديين للخارج وقالا إن الفن التشكيلي لاقى اهتماما كبيرا سواء من الجهات الحكومية أو من الجامعات التي أنشأت له أقساما خاصة إلى جانب المؤسسات الأهلية الراعية لهذا الفن حيث أوجد هذا الاهتمام تطورًا كبيرًا وانتقالا سريعا لأجيال ومدارس الفن التشكيلي في المملكة وهو ما أدى إلى تنوعها وثرائها ما بين الواقعية والحرفية والتجريدية وحتى المفهومية الحديثة وهو أيضا ما خرج بالفن التشكيلي السعودي إلى معارض العواصم العالمية. وركزت المحاضرة عبير الصاعدي على دور المرأة السعودية الكبير في تشكيل حركة هذا الفن الراقي معددة دور عدد من الفنانات التشكيليات أمثال صفية بنت زقر واعتدال عطوي ومنى القصبي وأضواء بنت يزيد وغيرهن كثيرات من التشكيليات السعوديات. ويؤكد عدد من زوار الجناح السعودي المشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب على أن أهم ما يميز الكتاب السعودي هو مزجه المتقن بين الأصالة والمعاصرة وبهذا المزج أمكن للكتاب السعودي أن يحل المعادلة الصعبة التي راودت الفكر العربي على امتداد نصف قرن من الزمان فمن جانب الأصالة يستمد الكتاب السعودي زاده من مخزون الثقافة العربية والتراث الإسلامي الكبير ومن جانب المعاصرة تواكب الجامعات السعودية ودور النشر والأجهزة الحكومية العديدة أحدث علوم العصر وتقنياته المعاصرة مستلهمة في هذا مسيرة الجامعات العالمية من خلال البعثات الطلابية العديدة إلى كل جامعات العالم لإتاحة الفرصة لتنويع المدارس العلمية أمام الجامعات السعودية . وأكد زوار الجناح أن الإقبال الكبير على الكتاب السعودي منبعه احترام وتقدير الثقافة السعودية الإسلامية الأصيلة ولكونها مرجعا من أهم مراجع المسلمين في كافة أنحاء المعمورة.