ستظل كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله التي ألقاها في القمة الاقتصادية العربية بالكويت تحدث صداها على المدى القريب والبعيد لأنها وضعت الأسس لنهج عربي جديد يتجدد على مدى الأيام بالتصالح والوفاق والبعد عن الشقاق والانشطار. وهي دعوة ستستمر الى أن يتحقق الهدف المنشود بوحدة الصف العربي والصف الفلسطيني وما هذا التفاعل اليومي للكلمة إلا لأنها خرجت من قلب صادق على لسان صادق عبر عنها خادم الحرمين الشريفين بنفسه بقوله (أنا لم أقل شيئاً إلا من واجبي الديني وواجبي الوطني والنخوة العربية) وهي بالفعل كلمة من القوة والصراحة لا تخرج إلا ممن استشعر هذه الواجبات فلم يكن خادم الحرمين يبتغي من وراء ذلك شيئاً من أحد وإنما استشعر أمامه الهم العربي وواقعه المؤلم القائم على التشتت والفرقة.. وهو واقع كان خادم الحرمين يتدارسه بفكره واهتمامه وعبر عن ذلك حفظه الله بقوله (إخواني تحملت هذه المسألة من سنين وأنا أجابه الشيطان والعقل وتكررت هذه أياماً وليالي والحمد لله قررت أن استخدم العقل وأنبذ الشيطان). ويرجع المليك المفدى هذا التوفيق في الطرح لقضايا الأمة الى الله سبحانه وتعالى ثم الى ما أشار اليه من ترابط كبير بين القيادة والشعب وما قوله حفظه الله (أنا لولا شعبي لا شيء) إلا تأكيد على هذا الترابط القوي وهي عبارة تنم عن تواضعه الجم وتفانيه في خدمة هذا الشعب الكريم، ففي الحقيقة أن كل وقت المليك المفدى موظف لخدمة الشعب وهو الساهر دوماً على أمنهم وكل ما يمكن أن يحقق لهم الأمن والاستقرار والعيش الكريم، ومنذ أن تولى أيده الله مقاليد الحكم أصدر العديد من القرارات التي تصب مباشرة في خدمة هذا الشعب ورفاهيته، وهو ما أكسب القائد المفدى حب شعبه الذي أظهر تلاحمه معه في العديد من المواقف.