دشن الدكتور عبدالله بن احمد الرشيد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية,أمس في مقر المدينة اللقاء العلمي الثالث والعشرين الذي كان بعنوان (الفضائيات والعولمة الثقافية وتأثيرها على هوية الشباب السعودي) وذلك بمشاركة عدد من المختصين المحليين في هذا المجال . وأكد الدكتور عبدالله الرشيد على أهمية موضوع هذا اللقاء حيث إن تأثير القنوات الفضائية والانفتاح العالمي فيما بين الشعوب بدأ يتطور بشكل ملحوظ, فبعد القنوات الفضائية جاء الانترنت وأصبح من الصعوبة التحكم بمثل هذه الأمور إلا بشيء واحد بعد الله , وهو أن نخلق في شبابنا الوقاية التي تنبع من عقولهم وإيمانهم بعقيدتهم ودينهم. وأشار الدكتور الرشيد إلى دور المدينة في ذلك من خلال دعم العديد من الدراسات التي تهتم بقضايا المجتمع والقابلة للتنفيذ, وهذا اللقاء أحداها حيث تطمع المدينة بإيصال النتائج للمهتمين, وإثراء النقاش للحصول على أفضل التوصيات لتطبيق هذه المشاريع على ارض الواقع . بعد ذلك بدأت فعاليات اللقاء حيث استعرض الدكتور بدر العتيبي من جامعة الملك سعود مشروعه البحثي (العولمة الثقافية وأثرها على هوية الشباب السعودي وقيمهم وسبل المحافظة عليها ) الذي هدف إلى وضع إطار مقترح لدعم المكونات الإيجابية للهوية والقيم لدى الشباب السعودي وللحفاظ عليها في مواجهة العولمة الثقافية من خلال التعرف على مضمون الاتجاه نحو العولمة بين طلاب الجامعة والاختلاف بين قيم الشباب ومكونات الهوية وفقاً للعمر والجنس والوسط . وأوضح الدكتور العتيبي أن الدراسة بينت أن الالتحاق بجامعة معينة يؤدي إلى الاختلاف في الاتجاهات العولمية والهوية والقيم ،حيث كانت جامعة الأمير سلطان الأهلية هي الأكثر في الاتجاهات العولمية من جامعتي الإمام والملك سعود ، بينما كانت جامعة الإمام هي الأقل في الاتجاهات العولمية بين الجامعات الثلاث , كما أشارت النتائج إلى أن طلاب التخصصات العلمية كالهندسة والحاسوب هم الأعلى استجابة للعولمة مقابل التخصصات الشرعية التي كانت الأقل في انتشار الاتجاهات العولمية بين طلابها. وأكد العتيبي على ضرورة التركيز على التربية المستقبلية وإبراز الهوية الحضارية للمملكة العربية السعودية وتنميتها وتفاعلها مع مختلف الثقافات العالمية, بالإضافة إلى صياغة مشروع حضاري لحفظ الهوية الإسلامية والتعريف بها باستخدام المعطيات التقنية التى تتيحها العولمة , والاهتمام بأن تكون القيمة الدينية فى المقدمة على رأس نسق القيم من حيث الترتيب لدى الشباب خاصة في المجتمعات العربية الإسلامية. وفي المحاضرة الثانية استعرض الدكتور سعد بن معيوف الثمالي من جامعة الملك عبدالعزيز مشروعه البحثي (الفضائيات وأثرها على النشء والمجتمع دراسة مسحية لتأثير مركزية التحكم على تصور النشء للمضمون) الذي هدف إلى تحديد أنماط استخدام البث الفضائي بين الفئات الشبابية (15-25عاماً) , وقياس التصورات الذاتية لتأثير البث الفضائي على منظومة القيم الدينية والاجتماعية والانتماء الوطني، وعلى انحراف الأحداث. وركز الدكتور سعد من خلال مشروعه على ثلاثة مفاهيم أساسية هي مركزية التحكم (ذاتي أوخارجي) والتأثيرات المتوقعة للبث الفضائي، بالإضافة إلى دور المؤسسات الاجتماعية الضابطة في تحييد التأثيرات السلبية للبث الفضائي, وحقق ذلك من خلال اختيار عينة عشوائية على مراحل(عنقودية) من طلاب المتوسطة والثانوية والجامعة بمدينتي الرياضوجدة ، وكذلك عينة من الأحداث بمدينة الرياض حيث تكونت عينة كلية من (1235) مفردة ، تتراوح أعمارهم ما بين (15-25)عاماً. وقال الدكتور الثمالي إن الدراسة أوصت بضرورة تعزيز الإشراف الأسري على متابعة وتحديد البرامج التي يشاهدها الأبناء مع الأسرة, و تدعيم المؤسسات الضابطة، والمؤسسات التعليمية والدينية والأسرة لتعزيز نزعة التحكم الذاتية للأفراد, كما بينت أن البث الفضائي يمكنه المساهمة في زيادة التسامح تجاه المذاهب الفقهية الأخرى والطوائف الإسلامية ، ولكن ليس له تأثير ذو دلالة إحصائية على التسامح الفكري وقبول الاختلاف مع الآخر غير الديني . وفي نهاية اللقاء تم فتح المجال للحضور للمشاركة وإثراء النقاش والحوار حول هذا الموضوع الحيوي والاستفادة من وجهات نظرهم الهامة حيث كان من ضمن الحضور العديد من المتخصصين والمطلعين في هذا المجال , الذين أكدوا على دور الأسرة في تطبيق هذه التوصيات , بالإضافة إلى دور المؤسسات التربوية وإيجاد بدائل عن الفضائيات تحوي طاقات الشباب وتهتم بهم.