ذهب شاب لممارسة هوايته المفضلة بحوض السباحة بأحد الفنادق الشهيرة بجدة وكان مفعما بالنشاط والحيوية لممارسة الرياضة المفضلة لديه. وفي لحظة ما غاب تركيزه لثوانٍ معدودة لانشغاله بعدة أمور لم ير الباب الزجاجي المغلق المؤدي إلى حوض السباحة فارتطم به بشدة مما أدى إلى تهشم الباب الزجاجي وتحولت قاعدته إلى مثلثات زجاجية حادة على شكل جبال وهضاب مما أدى إلى جروح متعددة بمختلف أنحاء الجسم وكذلك قطع بشرايين وأوردة وأعصاب اليد اليمنى عند مستوى الإبط. تناثرت الدماء بشدة من جميع أنحاء جسم المريض وأغرقت أرض الحادث حيث التف الحضور لإنقاذ حياته وانتشلوا جسده من آثار الباب المتحطم وتم نقله سريعا لأحد المستشفيات بجدة بعد عمل سيطرة على النزيف الشديد. وبالفعل تم إدخاله لحجرة العمليات حيث تم عمل سيطرة على النزيف وتم عمل ربط للشريان المغذي للطرف العلوي الأيمن. ونظرا لخطورة الحالة لم يتم عمل أي إجراء تجاه الأعصاب المتمزقة. ودخل المريض العناية المركزة لمدة عشرة أيام لنقل دم وسوائل للحفاظ على حياته بعد النزيف الشديد الذي تعرض له. بعد أن استقرت حالة المريض تم خروجه من المستشفى وتم عرضه على العديد من مستشفيات جدة حيث أنهم رفضوا جميعا التدخل الجراحي لعدم وجود الخبرات اللازمة لمثل هذه الجراحة ونصحوه بالتوجه لألمانيا لإجراء الجراحة المطلوبة. نصحه الأصدقاء للكشف بمستشفى السعودي الألماني بجدة لأخذ رأى آخر حيث أنه مصاب بشلل كامل بالذراع الأيمن. وناظر الحالة د.محمد قطب استشاري جراحة العظام والمشرف على وحدة الجراحات الميكروسكوبية التكميلية حيث تم تشخيص المريض على أن قطع كامل بالضفيرة العصبية الذراعية المغذية للطرف العلوي الأيمن. وتم تحضير المريض لاستكشاف الضفيرة الذراعية وإعادة رتقها عن طريق الترقيع العصبي من الساقين حيث كان الفقد في الأعصاب الأربعة المغذية للطرف الأيمن المسئولة عن الإحساس والحركة بالمرفق والرسغ والأصابع لليد اليمنى. وكان الفاقد 7سم لكل عضو وتم تشكيل فريق العمل المكون من د.محمد قطب ود.طارق السيد استشاري الجراحة الميكروسكوبية والتكميلية للترقيع العصبي عن طريق عمل كابلات ورتقها باستخدام الميكروسكوب الجراحي. واستغرقت الجراحة عشرة ساعات تكللت الجراحة بالنجاح ويخضع المريض الآن لبرنامج علاج طبيعي وتأهيلي لحين استعادة الإحساس والحركة بالطرف العلوي الأيمن والمنتظر أن تحدث في غضون 6 شهور حتى 8 أشهر حيث تنمو الأعصاب بسرعة.