أدى انفعال الشاب هشام 27 عاماً إلى انقلاب حافلة تقل ركاب ، وطالب هؤلاء التعويض عما أصابهم جراء الحادث ، وروى هشام ل (الندوة) معاناته مع هذه المشكلة التي جعلته رهن السجن ، وكيف أن والدته قد أصيبت بكسر وأمراض أخرى بسبب هذا الموقف الحزين، وأكد هشام أنه لا يملك حقاً الدية ليخرج من السجن متمنياً من المحسنين الوقوف إلى جانبه للخروج من هذه المحنة العصيبة ويقول: وأكبر شهادة عندي هي رخصة القيادة، ومنذ نعومة اظفاري عشقت السيارات والباصات والسفريات وتحميل الركاب من مختلف الجنسيات وأثناء أداء واجباتي العائلية وتدبر المصاريف اليومية، وكان جل تفكيري هي رعاية أمي المسنة ومحاولة ارضائها والعمل لأتمكن من البحث عن عروس تقر بها عين والدتي ، وبعد عناء البحث عن عمل وجدت وظيفة سائق ، وفي يوم من الأيام، كنت قادماً من رحلة من احدى الدول العربية ، وبعدما وصلنا إلى الطائف ومع فرحة الوصول والعودة للاطمئنان على الوالده ، تأخر الركاب في صعود للحافلة ، وكنت أهمهم على ركب الباص بعد حصة الراحة التي تعدت الساعة وفي لحظة غضب وانفعال شديد لعدم قدرتي على تحمل تصرفاتهم وعدم مبالاتهم حاولت أن أعود بالسيارة إلى الخلف وعند مشاهدتي في المرآة أن خلفي أناس حاولت أن اتجنبهم بسرعة لكن لم انتبه للسرعة ومع الارهاق والسهر حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن اتجنبهم إلا أن ارادة الله سبحانه وتعالى سبقتني وانقلب الباص وصار الحادث الذي غير مجرى حياتي ، حيث ان الركاب أرادوا معاقبتي ورفضوا جميعاً التنازل عن التعويض، ليس لحاجتهم للمال ، ولكن لرغبتهم في ابقائي بين القضبان ولكن المهم هو صحة والدتي. وتقول والدته (مريم) أنا صابرة وراضية بقضاء الله وقدره وان شاء الله نأمل أن يعوضنا خير، لأني كلي ثقة بأن الله لا يضيع أجر الصابرين ، وآمل أن تقر عيني بابني ، لقد أصبت بكسر في الحوض وأجريت لي عدة عمليات ولكن لم أتمكن من المشي، وأنا مقعدة الان ولن يرتاح بالي حتى تدفع الديَّة ويخرج ابني وهذا كل أملي في الوقت الحاضر، أما أخو هشام الأكبر الذي يعول أسرة كبيرة يقول وبالرغم من التزاماتي تجاه أسرتي وأطفالي كان لابد لي من أن أذهب وأطرق كل الأبواب وأرسال البرقيات إلى المحسنين والسفر من مكةالمكرمة إلى الطائف وليس لدي سيارة صالحة ولا مصاريف الطريق، ومع هذا أجمع كل قواي وأصل إلى الطائف ومراجعة السجن والمسؤولين لمعرفة اخر التطورت لكي أذهب لأمي ليهدأ قلبها ، وبعد السجن أذهب إلى المحكمة لحضور الجلسات لكي أحصل على الصك الصادر من المحكمة ، وبعد عامين خرج الصك وأخذه الخصوم ، وأنا أستغرب من ذلك فكيف لشخص أن يأخذ شيئاً يخص خصمه في القضية ويمكن أن يذهب بالصك ويتسول به ، وهذا شيء معروف هذه الأيام.