دمُ الضَّحايا زكا بالورد والشِّيح فاروِ الأديمَ به يا قبلة الرُّوح ما النّارُ والوجدُ والآلامُ أجمعُها إلاّ الأسى عابساً في وجه مذبوح أنباءُ (غزةَ) أهوالٌ مؤجَّجةٌ تصاعدت , بين مقتولٍ ومجروح تبَّاً لصهيونَ والأعمارُ نازفةٌ والقتلُ مُستحكمٌ في الدُّور والسُّوح وأدُ الطفولةِ حِلٌّ في خلائقهم فكيف والوأدُ حُكمٌ غيرُ مسموح ؟ صوتُ الثَّكالى وآهاتٌ مبرِّحةٌ وكلُّ بيتٍ صدى حُزنٍ وتبريح و زمرةُ الشَّرِّ والطُّغيانِ جاثمةٌ على الصُّدور بترهيبٍ وتذبيح سنا الضَّحايا عيونُ الدَّهر ترمقُهُ فأين عينُ بني الإنسانِ يا روحي ؟ وأين أُمَّتُنا ضاعت مصائرُها تمضي إلى التِّيهِ كالغادي مع الرِّيح عروبةٌ فرَّقَ الأعداءُ وحدتَها ودبَّ فيها هوانٌ جِدُّ مفسوح واستصرخَ الجورُ بالدُّنيا فما رحمت واستنصح العقل عصراً غير منصوح لكنَّما الغدرُ والبغضاءُ شأنُهما هدمُ الحياةِ على آثار ممنوح قصفُ الدِّيار ووجهُ الليل معتكرٌ يقول للنَّار في شُطآنِها لُوحي كم أنذرتْ ونعيمُ الوهم يغمُرُنا وما انتبهنا إلى الأنواءِ والرِّيح من طغمةِ الشَّرِّ أمريكا وزمرتها تُذكي الرَّزايا على ثاراتِ ملفوح صاغتْ من العار أشكالاً ملوَّنةً تسوم خسفاً بمغلولٍ ومكسوح شريعة الغاب أمريكا تسوِّغُها وتُثخنُ القتلَ , ياثاراتِنا صِيحي ما كان صهيونُ يقوى أن يُنازلنَا لو لم يكن فيه من دعمٍ وتسليح فوارسُ العُرْبِ ما خارت عزائمُهم لكنَّ أسيافهم صدئت ولم توحِ لا الخيلُ والسَّيفُ والهيجاء تنكرهم هُمُ الضَّواري التي تَضْرَى بتلميح يا قدسُ ياوطنَ الأحرار , ياقبساً أضاء مسرى الهُدى في صحبة (الرُّوح) الليلُ طالَ على الأبطال وانتظروا يوم الخلاصِ على ذكرٍ وتسبيح ما خار عزمٌ لهم يوماً وما قعدوا عن القتال , وما هَمُّوا بترويح يا للبراعمِ في أكمامِها انتفضتْ تُقاوم البغيَ , تفدي كلَّ صدِّيح حرائقُ الأرضِ إسرائيلُ تُشعلُها والعالم الحرُّ في بحثٍ وترجيح و في المرابع أكبادٌ ممزَّقةٌ وفي السُّكون أسىً خافٍ بمبْرُوح والحقُّ كالشَّمس كلُّ الخلق تنظرُهُ إلاَّ قلوباً عمت عن كلِّ توضيح من يطفيء النّار, والغاراتِ يُسكِتُها سوى البواسل تحمي حقَّ مكبوح يستشهدون شهيداً بعد شاهدِهِ يسترحمونَ بقُدُّوس وسبُّوح فمن يلومُ زماناً غير مكترثٍ بالصابرينَ على همٍّ وتقرِيح والموتُ يَجثمُ والآلامُ صارخةٌ تستنجدُ العدلَ في أخلاقِ ممدوح شريعة الدَّهر إيثارٌ وتكرمةٌ من عهدِ طَهَ وفي موسى وفي نُوح هذي فلسطينُ هوجاءٌ عواصِفُهَا مأسورةُ الأرض في أصفاد مقبوح ترى العروبة والأهواءُ تصرعُهَا تكاد تَسقُطُ من سقمٍ وترنيح أحداثُ غزةَ تاريخٌ لمجزرةٍ تُغنيك آثارها عن كلِّ تصريح سطا العدُوُ إذ استشرتْ غوائله وراح يفتك مثل الذئب في السوح يا أُمةً تعرفُ الأعداء رفعتها تَوشَّحَ الدَّهرُ منها أيَّ تَوشِيح لا النورُ يُشرقُ حقاً في مدائِنِنَا ومولدُ النُّور في أفيائنا مُوحي الظُّلم سادَ ومن يدري عواقِبهُ ؟ إذا استشاطَ بمقهورٍ ومقموح فلنوقظِ العصَر من أحلامِ غفوتِه نَستنقذُ العمرَ أو نَحظَى بتسريح يا أُمتي , أُمةَ الإسلام قاطبةً سُوقي إلى النَّصر فتحاً غير مفتوح واستنفري العزمَ وثَّاباً إلى قِممٍ تستمطر الشَّمس أقماراً على الريح فما العروبةُ أحقادٌ وتفرقةٌ إنَّ العروبةَ وصلُ الروُّح بالرُّوح