رأى خبراء إسرائيليون أن الهجوم البري الذي بدأته إسرائيل ليل السبت الأحد في قطاع غزة سيواجه بمقاومة شرسة وقتال شوارع سيؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف الجانبين. وقد وجهت حملات إسرائيل وقصفها الجوي والبحري الذي استمر أسبوعا على قطاع غزة ضربة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع, ولقدراتها العسكرية، مخلفة الدمار والموت مع مقتل وجرح أكثر من 4650 فلسطينيا. لكن المقاتلين الفلسطينيين استمروا في تحدي إسرائيل من خلال إطلاق عشرات الصواريخ على جنوب إسرائيل وطالوا مناطق لم يسبق لهم أن استهدفوها. وقد قتل أربعة أشخاص بهذه الصواريخ حتى الآن. وثمة إجماع شبه كامل بين كبار المسؤولين العسكريين والخبراء على أن الهجوم البري هو الطريقة الوحيدة لتحقيق الهدف الرئيسي المعلن لعملية (الرصاص المصبوب) وهو وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. لكن هناك إقرارا أيضا بأن الحصيلة قد ترتفع بشكل كبير لدى الجانبين مع بدء الهجوم البري في منطقة تعتبر من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان، وحيث أقامت حماس خطوطا دفاعية قوية. فالمعركة البرية ستزيد من عدد القتلى بين الفلسطينيين الذين بلغ عددهم حتى بداية مساء أمس 463 قتيلا أكثر من ربعهم من المدنيين, ما ينذر بتوسيع دائرة التنديد بإسرائيل عبر العالم. وعلى الأمد الأبعد فإن احتلال مناطق في قطاع غزة حتى وإن كان موقتا, يثير خطر غرق الجيش الإسرائيلي في مستنقع غزة في معركة ضد مسلحين يملكون دعما شعبيا قويا. ويقول افرايم انبار مدير مركز (بيغن-السادات) في جامعة بار إيلان إن (عشرات من الجنود الإسرائيليين قد يقتلون في هجوم بري. وعدد الضحايا الفلسطينيين قد يكون ثلاثة أو أربعة أضعاف ذلك). وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن عشرات المسلحين الفلسطينيين قتلوا في الساعات التي تلت بدء الهجوم البري الإسرائيلي على حركة حماس في قطاع غزة السبت. بينما أعلنت حماس مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين وأعلن الجيش رسميا إصابة 30 من جنوده بينهم جنديان حالتهما خطرة. والتحدي الذي ستواجهه القوات الإسرائيلية في غزة يطغى عليه شبح حرب صيف 2006 ضد حزب الله الشيعي اللبناني في لبنان عندما واجه الجيش الإسرائيلي قوات مدربة بشكل ممتاز ومتمرسة في حرب الشوارع.