أنهى المنتخب السعودي الأول مساء السبت الماضي مراحل إعداده الأخيرة من أجل الدخول في معمعة البطولة الخليجية التاسعة عشرة والتي ستقام في العاصمة العمانية مسقط اعتباراً من اليوم الرابع لشهر يناير القادم وهي البطولة التي يسعى المنتخب السعودي من خلالها إلى استعادة البطولة الهاربة وإعادتها إلى عرين السعودية بعد فترة جفاء لم تطل كثيراً، وسنقف من خلال هذا التقرير على استعدادات المنتخب السعودي من خلال معسكره الإعدادي في مدينة الدمام بحكم أننا قد تابعنا التحضيرات الإعدادية لحظة بلحظة سواء كان ذلك من خلال التدريبات اليومية أو من خلال المباريات التجريبية الدولية التي أجراها في المنامة والدمام فلنتابع معا هذه الوقفات والتي دعمناها بآراء بعض المدربين والأخوة الإعلاميين لكي تكتمل الصورة في نظر كل المتابعين. معسكر إيجابي اختيار المنطقة الشرقية لإقامة المعسكر الإعدادي للمنتخب السعودي الأول لم يكن بسبب أن المناخ في المنطقة الشرقية يعادل المناخ في العاصمة العمانية مسقط أو أن يكون قريباً منه بل إن الهدف أكبر من ذلك بكثير فهو يعود إلى أن إقامة المعسكر في الشرقية يعطي مساحة من التفاؤل للاعبي الأخضر السعودي فهم يتفاءلون كثيراً بإقامة المعسكرات في المنطقة الشرقية فهي تكون دائماً فأل خير على المنتخب من خلال النتائج التي يحرزها بعد الفراغ من معسكر الشرقية والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة وكم من مرة عسكر الأخضر في الشرقية وحقق بعدها نتائج إيجابية سجلت نجاحاً منقطع النظير، كما أن قيام المعسكرات في المنطقة الشرقية يحظى باهتمام بالغ ومتابعة دقيقة من قبل الجماهير السعودية التي تعودت أن تتابع التدريبات بصورة يومية كما أنها تقف وبصورة مشرفة خلف نجوم الأخضر في كل المباريات التي يؤدونها في ملعب الأمير محمد بن فهد سواء كانت مباريات رسمية أو مباريات تجريبية دولية، الأمر الذي يساهم في شحذ همم اللاعبين والرفع من معنوياتهم فيقدمون عطاءات متقدة ومستويات مبهرة تنصب لمصلحة المنتخب السعودي في كل مشاركاته الإقليمية والقارية وغيرها، ولعل أكثر ما ميز معسكر المنتخب الأخير الذي أقيم في فندق مريديان الخبر هو تلك الروح الانضباطية العالية والطاعة العمياء التي كان عليها اللاعبون في المعسكر وفي التدريبات وحتى وهم يقضون ساعات الترفيه خارج ردهات الفندق فقد كان الانضباط والروح الرياضية السمحة هي ديدنهم فكانوا مثالاً حياً للاعب السعودي الحريص على أن يكون خير ممثل لوطنه في رياضة الوطن، ومن خلال مشاهداتنا للتدريبات اليومية تلاحظ لنا أن المدرب ناصر الجوهر قد ركز تركيزاً كاملاً على الجوانب اللياقية بحكم أنها تمثل قصب السبق في إعداد اللاعبين قبل الدخول في معترك المسابقات الرسمية، ونستطيع أن نقول وبكل صدق إن لاعبينا قد كانوا رجالاً بكل معنى الكلمة في هذا الجانب، فرغم صعوبة التدريبات اللياقية التي فرضت عليهم بصورة يومية ورغم الإرهاق الذي كانوا يعانون منه وهم يتدربون بصورة يومية فلم نشعر بأي تذمر من قبل أي لاعب من اللاعبين، فقد كان الجميع يؤدون التدريبات بروح عالية وطموحات لا تتوقف، فكان أن وصلوا إلى الجاهزية المطلوبة من النواحي اللياقية وقد ظهر ذلك جلياً من خلال المباراتين الإعداديتين الدوليتين اللتين أجراهما المنتخب في المنامة والدمام. تجارب مفيدة وعملية أجرى المنتخب تجربتين إعداديتين من خلال معسكره الإعدادي في المنطقة الشرقية كانت الأولى أمام المنتخب البحريني في عقر داره في المنامة على إستاد البحرين الدولي وهي المباراة التي خسرها منتخبنا الوطني بهدف يتيم وجرت المباراة الثانية على ملعب الأمير محمد بن فهد في مدينة الدمام أمام المنتخب السوري الشقيق وهي المباراة التي انتهت تعادلية إيجاباً بهدف لكل فريق، ونستطيع أن نقول بأن التجربتين الإعداديتين قد أتت أوكلهما وأعطت كل واحدة منهما الغرض الذي أقيمت من أجله، ويقيني أن المدرب الوطني ناصر الجوهر قد وقف على كل كبيرة وصغيرة تهم المنتخب من خلال هاتين المباراتين وقد شاهدناه وهو يدون الكثير من الملاحظات على مفكرته الخاصة وهي الملاحظات التي ستكون نبراساً يضئ له طريق البطولة الخليجية التي نتعشم جميعنا أن تعود من جديد لبيت الطاعة السعودي وخلافاً لكل ما قد يكون المدرب الوطني ناصر الجوهر قد سجله في مفكرته فإننا نقول وبكل صدق بأن المباراتين التجريبيتين قد أظهرتا العديد من أوجه القصور والسلبيات والتي ينبغي بل يجب ألا تفوت على فطنة المدرب الوطني القدير ناصر الجوهر، ولعل أهم تلك الملاحظات بل أكثرها أهمية تتمثل في التوهان الكبير الذي كان عليه مهاجمو المنتخب السعودي في المباراتين التجريبيتين ويكفي الإدلال على هذا التوهان أن أقول بأن أي مهاجم من المهاجمين الخمسة في المنتخب السعودي لم يقو على إحراز هدف واحد في المباراتين، ففي المباراة الأولى انهزمنا بهدف نظيف وفي المباراة الثانية تعادلنا إيجابياً ولكن الهدف أحرزه قلب الدفاع أسامة هوساوي وهذه معضلة كبيرة يجب أن يجد لها المدرب ناصر الجوهر حلاً عاجلاً إذ إن صيام المهاجمين إن استمر في المباريات الرسمية فإنه سينذر بخطر كبير قد يساهم في خروج المنتخب السعودي صفر الدين من البطولة الخليجية وغير خط الهجوم فإن خط الوسط لم يقدم المستويات المطلوبة ولم يمارس دوره المنوط به في تموين المهاجمين بالكرات السهلة المريحة الأمر الذي أحدث فجوة بين خط الوسط وخط الهجوم ساهم في تواضع مستوى المهاجمين وحرمانهم من مغازلة شباك المنتخبات التي لعبوا ضدها وحتى خط الدفاع فإن الطرف الأيسر لا يؤدي واجبه الهجومي بالصورة المطلوبة، كما أن العمق الدفاعي بين أسامة هوساوي وماجد المرشدي فيه فراغ كبير يجب أن يتنبه له المدرب ناصر الجوهر ويعمل على تلافيه لكي لا تكون هنالك فجوة يتسلل منها مهاجمو المنتخبات المقابلة على نحو ما حدث من مهاجم المنتخب السوري رجا رافع الذي استغل الفجوة التي حدثت بين المرشدي وهوساوي فأصاب مرمانا بهدف قاتل. عودة نور مطلوبة النجم السعودي الأول محمد نور تعرض لعارض صحي حرمه من مواصلة مشواره مع المنتخب السعودي من خلال معسكر الدمام وهو الآن قد تماثل للشفاء والجماهير السعودية على اختلاف مشاربها تتمنى مخلصة أن يكون النجم محمد نور قادراً على المشاركة مع زملائه في هذا الحدث لأن عودته سيكون فيها تعزيز قوي لخطي الوسط والمقدمة معاً فنور اشتهر بأنه من أميز اللاعبين القادمين من الخلف والذين يستفيدون من الكرات العكسية وتحويلها إلى أهداف بالضربات الرأسية الساحقة إلى جانب أنه ممون سخي ومقاتل من الطراز الأول وعودته وجاهزيته ستعطي دفعة معنوية كبرى لخط الوسط والهجوم كما أن المنتخب سيستفيد كثيراً من خبرته الطويلة في الملاعب بعد أن أكتسب المزيد من التجارب على المستوى العالمي والقاري والإقليمي. الجوهر يرفع راية التحدي الكابتن ناصر الجوهر رفع راية التحدي في وجه كل المنتخبات وقال بلغة الواثق عقب نهاية معسكر الدمام بأنه لا يخشى أي منتخب وأن عيونهم على الكأس الخليجية وشدد على أنهم ذاهبون إلى العاصمة العمانية مسقط بهدف محدد وصريح وهو العودة بكأس الخليج وهذا القول يعطي الاطمئنان ويبعث في النفوس التفاؤل ولكنه ينبغي بل يجب أن يرتبط بالأداء الجاد والخطط الذكية والتفاعل الإيجابي والقراءة السليمة لمجريات أحداث المباريات والبداية بالشكل المثالي واللاعب الأكثر جاهزية بصرف النظر عن هوية اللاعب ونجوميته ومركزه وفي تقديري أن ثقة الجوهر في نفسه وفي لاعبيه تعتبر من العوامل الإيجابية المساعدة في ترويض هذه البطولة الهاربة ونحن نهمس في أذن المدرب الوطني ناصر الجوهر نقول له وبكل صدق إن تحقيق البطولات وإضافة الإنجازات لن يتم بالأماني والدعوات وحدها وبالأحاديث والتصريحات القوية بل بالبذل والجد والعطاء داخل المستطيل الأخضر وهو الأمر الذي تنتظره كل جماهير الوطن يا جوهر. مجموعة لا يستهان بها مجموعة منتخبنا مجموعة قوية لايستهان بها، حيث تضم منتخبات لها وزنها مثل منتخب قطر الشرس ومنتخب الإمارات القوي البطل السابق للمسابقة التي أقيمت في أبوظبي وكذلك منتخب اليمن الذي ورغم أنه بلا إنجازات وليس لدى لاعبيه الخبرة لمثل هذه المشاركات إلا أنه يجب ألا نستهين به لأن لاعبيه ليس لديهم ما يخسرونه وهم يلعبون من أجل أن يسجلوا لأنفسهم وبلادهم حضوراً شرفياً, أما منتخب قطر فهو منتخب شرس ومواقفه مشهودة مع المنتخب السعودي ومواجهته تحتاج لحسابات خاصة ودقيقة الجوهر دون شك أعرف بها منا وفيما يتعلق بمنتخب الإمارات فيكفي أن أقول بأنه هو المنتخب الذي حرمنا من الفوز ببطولة الخليج في نسختها الثامنة عشرة ومن هنا فإن أمر إسقاطه عن طريق المنتخب السعودي يصبح من الأهمية بمكان لكي نؤكد للأخوة الإماراتية بأن ما حدث في خليجي 18 كان كبوة جواد أصيل.