هؤلاء الحجاج الكرام هل يدركون وهم يودعون بيت الله الحرام ..بعد أن أدوا المناسك. ووقفوا بعرفة وذكروا الله عند المشعر الحرام ورجموا الشياطين وذبحوا وحلقوا وأقاموا يذكرون الله بمنى ثم طافوا وسعوا وعاشوا كل هذه اللحظات الروحية والأيام السعيدة في رحاب الله وفي ضيافة الرحمن قدموا ضيوفاً مكرمين معززين وعادوا بالرحمة والعفو والغفران بكرم من الكريم الرحمن. فهل يدركون أنه ميلاد جديد وعهد جديد وتوبة أشهدوا الله عليها فلابد أن تكون توبة صادقة وميثاقا غليظاً وفرصة وأي فرصة لحياة جديدة وعمل جديد وطهارة للنفس والروح والجسد. وقفوا في المكان نفسه الذي وقف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطافوا بالبيت نفسه الذي طاف به رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا تكون لهم القدوة في سيد الخلق سلوكا وتقوى وأسوة حسنة فما أجمل أن يعود الحاج إلى بلاده بروح عالية ونفس صافية وخلق قويم وسلوك كريم يستحق معه أن يحمل هذا اللقب الكبير وهذه الصفة العزيزة لقد أصبح من حجاج بيت الله الحرام فتذكر أخي الحاج أنك قد أصبحت حاجاً وأنك قد دخلت في عهد مع الله وأخذت على نفسك الميثاق وتبت إلى الله فاجعلها توبة نصوحاً ومن أولئك الذين تابوا إلى الله متاباً وأولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.