في هذه الأيام تبدل حال بعض من نحترمهم ونقدرهم في المجتمع وما أن تجتمع معهم في مناسبة تجدهم في مجالس الآخرين يرفعون أصواتهم ويجعلون منها اذاعة بشرية متحركة يسخرونها في انتقاد بعض الحاضرين في مجالس الكرماء معنفين هذا ومستهزئين بذاك مستغلين سكوت وجيه المجتمع عنهم وما كان المجتمع ليسكت عن أمثال هؤلاء بل يرد عليهم على مسمع ومرأى الحاضرين لكي يعرفوا هؤلاء (المجعجعين) حجمهم وان ما يقومون به مستهجن ولا يرضى عنه الجميع ولكن أيضاً أتعجب بشدة من الأخوة الكرماء مازال أن مثل هذه النماذج تصدر الصوت النشاز المرة تلو الأخرى (لماذا دعوتهم وتكرار حضورهم) وإذا كان أصحاب المجالس يحترمون ضيوفهم فيجب عدم السماح لمثل هؤلاء تعنيف مضيفيهم وليس من شيم الكرماء أن يعنف الضيف في دارهم أو تدار المجالس (بالهرطقة والهلس) لأن مثل هذه الأعمال تسيء لصاحبها وأصحاب المجالس أنفسهم في الوقت الذي يكون فيه الضيف قد أخذ موقفاً مباشراً من المجلس وصاحبه. وأقول من وجهة نظري اذا تركنا مجالسنا للسفهاء وأصحاب الحناجر الواسعة التي تستهين بقيمة الرجال فنقول لأصحاب هذه المجالس عليكم السلام. لأنكم لم تحترموا مجالسكم ولم تحموا ضيوفكم الذين احترموكم ولبوا الدعوة في الحضور. ومجمل القول انه يجب على أفراد المجتمع عبر المنتديات الثقافية والصوالين الأدبية والدعوات العامة في المناسبات أن يستأصلوا مثل هذه العادة السيئة التي تصدر من البعض وهم بحمد الله قلة في مجتمعنا ويكون الاستئصال بعدم تكرار دعوتهم وردعهم إن حضروا لتعديل سلوكهم أو جعلهم يحسون ولو بعد حين أن المجتمع يلفظهم ولا يتقبلهم بأفعالهم وأن المجالس لم تكن للصوت النشاز أو تصفية الحسابات الشخصية أو نفث سموم الحسد والحقد على عباد الله أو الغيرة والتباغض وأن إشاعة مثل هذه الصفات غير الحميدة يعتبر أمراً يرفضه الدين والخلق الإسلامي وترفضه أبسط قواعد العلاقات الإنسانية المجتمعية وهي صفات ممقوتة في جميع المجتمعات بصرف النظر عن الدين واللغة فكيف يصير حال البعض وهم في مجتمع مسلم يجب أن يكون فيه الفرد متحلياً بالأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة ويحتفظ لنفسه وللآخرين بالعلاقات الطيبة التي تجعل المجتمع متماسكاً ومتحاباً لكي يكون قدوة للمجتمعات الأخرى. مع تكرار دعوتي لأصحاب المجالس مهما اختلفت أسماؤها أو أدوارها التي تقدمها في المجتمع أن يرفعوا عنصر المجاملة عن كل شخصية لا تحترم مجالسهم وتقلل من شأن أي شخصية تدخل هذا المجلس لأن ترك المجال لهؤلاء يخلق منهم ومن خلالهم نفوساً مريضة (تجعجع ولا نرى لها طحناً) وإن أمثال هؤلاء نجدهم في الحياة على هامشها لأنهم هم ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا متكورين على ذاتهم لأنهم يعلمون قبل غيرهم أنهم غير محبوبين من الآخرين وغير مرحب بهم ولا نقول إلا (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) . سائلاً الله أن يعافينا ويعفو عنا ويصلح حالنا وأحوالنا وجميع اخواني المسلمين آمين