بعد فراغ الحجاج من أداء المناسك وعودتهم إلى أماكن سكنهم استعداداً للمغادرة إلى بلدانهم رصدنا مجموعة يتجولون في المحلات التجارية لشراء أنواع مختلفة من أدوات الطبخ، ولأن النظام يمنع استخدام الغاز في الفنادق سألناهم عن سر ذلك فأجاب الحاج إسماعيل (اندونيسي) بعدما وصلنا إلى مقر الاقامة في الفندق وأخدنا قسطا من الراحة وفي هذه الأثناء جاءنا نصيبنا من لحوم الأضاحي، ولأننا لم نأكل من طبيخ أيدينا فقد قررنا أن نتدبر أمرنا في البحث عن مكان نتمكن فيه من عمل الأطباق التي تعودنا عليها طيلة حياتنا، ولأن المسؤولين عن الفندق منعونا من ممارسة الطبخ داخل الغرف، طرأت علينا فكرة البحث عن مكان لهذا الغرض ، وبعد بحث طويل وجدنا أحد المطاعم الذي وافق صاحبه أن يؤجره لنا مقابل مبلغ من المال خلال وقت محدد. وتقول الحاجة سونيا عندما سمعت من زوجي بوجود مكان يسمح لنا بعمل الأكلات التي نريدها ، هرعت إلىأقرب سوق واشتريت كل اللوازم التي احتاجها من فواكه وخضروات ، لأن اللحوم متوفرة لدينا من الأضاحي ، وبدأت في اعداد الوجبة التي أرضت ذوقنا. أما الحاج (أوغلو حسن) فيقول : اشتقت للأكل من صنع يدي وحتى لا أتعرض للاحراج من قبل المسؤولين في الفندق والذين يحرصون على سلامة النزلاء بعدم استخدام أجهزة الطبخ ، بحثت عن مكان أطبخ فيه ، وسألت السائق وهو من أبناء مكةالمكرمة عن مكان أطبخ فيه فقال لي أنا أدبر لك المكان مقابل ان تدعو لي دائما بالخير وبدون أي مقابل مادي ، وبعدما تعارفنا وتبادلنا أرقام الجوالات ، وبعدما فرغت من أداء الصلاة في الحرم واكمال مناسك الحج أتصلت بالسائق واسمه ماهر العسيري ، وذهبنا إلى السوق واشترينا لوازمنا التي نحتاجها واللحوم سلفا موجودة من الأضاحي ، وأخذني إلى بيته بعد التنسيق مع أهل بيته بتجهيز المطبخ لنا بكل الاحتياجات ، وباشرنا في عمل عدة أطباق شهية على الطريقة الأندونيسية والتي نالت استحسان الجميع. وفي مكان اخر من جولتنا وفي إحدى البقالات التقينا بمحمد علي جابر من الامارات وقال حجَّجت كل أفراد أسرتي الذين وجب عليهم الحج وهم أسامة وأنس ومناف مع البنات وبعدما انتهينا من أداء الركن الخامس اقترح الجميع أن تكون الأيام الباقية عبارة عن سياحة وترفيه ، ولأن الفندق الذي نسكن فيه يمنع الطبخ داخل الغرف، وبما أن التيسير كان ملازماً لنا طوال فترة الحج قررنا أن نبحث عن شقة مفروشة وسألنا عن أقرب مكان فيه شقق مفروشة ولم يطل البحث ووجدنا ضالتنا ، وأنا هنا في هذه البقالة لاشتري كل المستلزمات التي نحتاجها اضافة للحوم التي وصلتنا من الأضاحي ، وأخذنا كل أغراضنا التي نحتاجها بعيداً عن الفندق الذي تركنا فيه امتعتنا والهدايا التي سوف نأخذها إلى الامارات وقت الرحيل ، وفرحت أسرتي عندما أخبرتهم أننا سوف ننتقل إلى مكان أكثر حرية في عمل كل ما نريده بدون أي تعقيدات ، وكما ترى فأنا أتسوق هنا بأريحية وقد اشتريت الفواكه والخضروات اللازمة لعمل أطباق اماراتية.