سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نقطع للحجاج أكباد الإبل إلى شرائح ونعلقها على الحبال رووا حكايات غريبة خلال عملية ذبح الهدي للحجاج.. عدد من الجزارين:
بعض الحجاج يصور عملية الذبح بالكاميرا لزيادة التأكيد والتثبت
ضربني جمل على يدي الممسكة بالسكين فأصبت في جبيني
يخدم الحج كثيراً من أصحاب المهن مهما زاد عددهم يتم استيعابهم وتشمل المهن السهلة والعسيرة ومنها الغالية والرخيصة لكن من يعرف الشخص الذي يباشر عملية النحر، يدرك انها أصعب مهنة على الاطلاق، وتحتاج الى شباب يافع. ويقول علي كلا يعمل (مدرس) منذ نعومة أظافري وانا اذهب مع والدي المعلم حسن كلا وتشربت هذه المهنة منذ الصغر فقط في مواسم الحج، وكان والدي شأنه شأن المعلمين الكبار والقدامى الذين لهم زبائنهم ووكلاء الحجاج الاندونيسيين الذين يأتون إليه في كل عام لشراء الجمال الخاصة بأضاحي موكليهم ويذهب معهم لانتقاء أجود أنواع البهائم التي تتوافق مع الشرع وتكون في كامل جاهزيتها وملاءمتها للشروط، وفي كل عام نذبح أكثر من 400 من الابل، وبعد اعتزاله بسبب تقدمه في السن، اخذت على عاتقي هذه الامانة والاتفاق مع زبائنه الذين باشرت معهم وللعلم انا الوحيد من اخواني الذي تابعت مسيرة والدي واستمرت المجموعة التي كانت تعمل تحت اشرافي، وفي هذا العام لم يتغير شيء عن ما كان عليه في السابق حضر وكلاء الحجاج قبل الحج بأسبوع وذهبت معهم الى حظائر الجمال للبحث عن الاضاحي المناسبة، واشتروا 400 رأس وعملت لها شبكاً واحتفظت بها عندي واقوم باكلها وشربها والمحافظة عليها بوضع حراسات من العمال الذين يبقون مع هذه البهائم حتى وقت النحر، وكما هو معروف في صباح اول ايام النحر يأتي الوكلاء ومعهم دفعة من حجاجهم في باصين وبعد ذلك نقوم بادخال مجموعة من الجمال بعدد الحجاج الموجودين ويقوم احد الحجاج وعادة أكبرهم سناً أو شأناً بالاشراف على الذبح لكي يرتاح قلبه بأنه ادى الامانة على أكمل وجه. ويضيف : بعدها تسقط البهائم ميتة ونجد الحجاج يرغبون في اخذ الاكباد والالسنة، فإن اول ما نقوم باخراجه من الذبيحة هي الكبد واللسان وذلك لرغبة الحجاج اخذ هذه الاجزاء الى بلدانهم ومساعدة منا نقوم بتجهيزها لهم حيث نقوم بتقطيع الاكباد الى شرائح بعرض ثلاثة سينتمتر تقريباً ونخلطها بالملح الخشن ويتم تعليقها على الحبال في الهواء الطلق لتتعرض ايضاً للشمس حتى تجف تماماً وكذلك الالسنة على حدة نجففها بالملح ومن ثم تعبئتها في أكياس قوية ليحملوها الى مقرهم ويوزعوها فيما بينهم ويأخذ كل حاج قطعة مجففة يمكن الاحتفاظ بها لعدة اسابيع ليتسنى لهم حملها الى بلدانهم دون تعفن. وهذه هي مهمتي الاولى ارضاء جميع الذين وضعوا ثقتهم في شخصي المتواضع، المهم انهم يشاهدون كل ذلك خطوة بخطوة وفي بعض الاحيان يقوم بعض الاشخاص الاشداء على مساعدتنا في دخول البهائم الى صالة الذبح وهذا المنظر يتسم بالصعوبة والخطورة، وبعد معاناة كبيرة في سوق البهائم الهائجة التي ترفض الانصياع لنا عندما تشم رائحة الدم، وبالرغم من حجمها الكبير وقوتها الا انه لا مفر لها من الذبح، وفي هذه الاثناء يصور الحجاج بالكاميرات هذه اللقطات واثناء مواصلة عملنا وبعد ادخال كل مجموعة البهائم الى صالة الذبح نقوم بجمعها في ركن واحد، ويقوم الوكيل او احد الحجاج بقراءة اسماء الحجاج بعدد سبعة حجاج لكل جمل ويبدأ الذبح حيث يجتمع اكبر عدد من الجزارين الخبراء ولا نمانع من انضمام اي شخص قادر على هذا العمل الصعب والخطر في آن واحد، وبعد معركة شرسة يتم الانتهاء من الذبح والجمال واقفة، والجزار الذي يخرج بدون اصابة عادة ما يكون حظه جيداً واحياناً تكون هناك اصابات متفرقة ما بين الطفيفة والبليغة، ودائماً ادعو الله ان ينجينا، المهم بعد الانتهاء من الذبح وتكون البهائم عبارة عن لحوم ملقاة على البلاط بلا حركة احياناً يقومون الحجاج بأنفسهم بتوزيع الاضاحي على المحتاجين الذين يتواجدون بأعداد كبيرة جداً حول اللحوم وفي بعض الاحيان تصل الى حد الفوضى، فما يكون من الحجاج الا ان يوكلوني شخصياً بمهمة التوزيع فأقوم انا بالتنسيق مع العمال بتهدئة الوضع ووقف التوزيع لفترة لكي نستطيع تنظيم العملية بدون اي عوائق وكل شخص يأخذ نصيبه. ويستمر هذا الحال في الايام الثلاثة وفي كل يوم تأتي مجموعة من الحجاج وتخرج على عددهم من الجمال على مدار ثلاثة أيام. وبعدما ننتهي من كل الجمال وكل شيء على ما يرام فإنني اتبع عادة والدي رحمه الله في ان استدعي الوكلاء وبعض الحجاج البارزين واستضيفهم عندي في المنزل وأعمل لهم وليمة عشاء فاخرة وتكون فرصة لأن يتعرفوا على الكرم المكاوي ومقابلة بعض الشخصيات وتبادل الاحاديث الودية. سكين ومسن وسألت مازن الذي رأيناه يلبس ملابس الجزارين وفي وسطه السكين والمسن لماذا لا نراك مع من يذبحون وفقط تقوم بالتوجيه؟ فقال هذا صحيح ويجب على كل جزار ان يكون في كامل جاهزيته ومع سكينه الخاص بذبح الجمال والابقار وهو لا يستغني عنها ابداً في هذا الوقت، اما عن مسألة انني لا اشارك في الذبح فيرجع ذلك الى موقف خطير تعرضت له في السنة التي تلت وفاة والدي حيث كنت احمل المسئولية الكبيرة لاول مرة ومن فرط الحماس واثناء محاولتي نحر احد الجمال ومع الارتباك وفي غفلة عندما رفعت السكين لكي اضرب بها عنق الجمل رفع ساقه وضربني على يدي وجاءت الضربة على السكين ولان يدي كانت مبللة بالدم الحار طارت السكين من يدي واصابتني في رأسي وبالتحديد في جبيني بين عيني ولكن الله سبحانه وتعالى لطف بي واصبت فقط بجرح بسيط ولولا رحمة الله بي لكانت الاصابة في احدى عيني، والحمد لله على كل حال وهذه ضريبة هذه المهنة التي تدر علينا فلوساً كثيرة، وبعد هذا الموقف حلفتني والدتي ان لا اقرب الذبح ووعدتها بذلك ولن اخلف وعدي لها ما حييت. اما الجزار علي فيروي حكايته مع الذبح : انا اعتزلت الذبح ولكن اهم رجل في مجموعتي المكونة من عشرة اشخاص من مختلف الاعمار منهم من في الاربعين من عمره وحتى (الاشبال) معلمي المستقبل والكل يتعامل مع الزبائن ويستلم المال ويذبح ويخرج الاكباد والالسن ويسلخ الجلود ويقطع اللحوم ويكسر العظام. وسألنا المعلم بكر قربة : كم عمرك فأجاب 30 سنة نيجيري الجنسية وأعمل في المهنة اكثر من 10 سنوات وأعيش مهنة المخاطرة بالسلاح مع البهائم ولكنها جولات مشوقة لاني قبل وبعد البدء في المغامرة اتحصن بالله والقرآن والاذكار، بعد ذلك اجد نشوة في تنفيذ ما يوكل الي من مهام جمة وبحكم الخبرة تجدني أتقنن في الاخلاص في العمل وارضاء جميع الاطراف. والمهم ان الانسان يخرج بأقل الاصابات والخسائر، وخدمة حجاج بيت الله الحرام في ذبح الاضاحي والهدي. وتكمن الصعوبة في شراسة الابل واذا فشلت كل محاولاتي قد يتقدم احد المعاونين ويضربها في مؤخرة رأسها وتفقد الوعي مؤقتاً وفي هذه الاثناء انقض عليها بكل خفة وسرعة وفي ظرف ثواني اذبحها. وعن اصعب المواقف او اطرفها قال في يوم شديد الزحمة والفوضى من كثرة الدماء وصعوبة التحرك بحيث لا تجد مكاناً تذبح فيه من كثرة الحيوانات المذبوحة وانا احاول ملاحقة الذبائح التي تحاول الهرب فإذا فلت زمام الامور قبل اسقاطها ارضاً يمكن ان نفقدها وندفع قيمتها، المهم انني هجمت هجمة واحدة على كل الثيران واحداً واحداً وبعد ان زلف رقبة اصغرها واطرحه ارضاً الا ويأتيك الرجال الاشاوس ويعاونونك في الذبح.