ومن المؤسف والمؤلم أن بعض المحتفلين بمولده صلى الله عليه وسلم صاروا يرددون القصائد المحرمة المشتملة على الكفر بالله ومن ذلك ماجاء في بردة البوصيري: يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم فإن من حمودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم واعتقاد: أن أحداً يعلم الغيب مع الله كفر بالله لقوله تعالى:( قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومايشعرون أيان يبعثون). خامساً:أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم تشبه بالنصارى الذي يحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام وقد جاء في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم:{لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله«. سادساً: يعتذر بعض المحتفلين بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم نحن نحب النبي وأردنا الخير والثواب في ذلك. فالجواب بأن يقال: إن حسن القصد أو إرادة الخير ليس مبرراً كافياً لصحة العمل وإلا لو كان الأمر كذلك لصحت صلاة الظهر خمساً لمن أراد الخير في زيادة ركعة خامسة وجعل كذا الطواف حول البيت عشراً لمن أراد الخير في زيادة ثلاثة أشواط. ورضي الله عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود عندما أنكر على جماعة ابتدعوا في الأذكار فقالوا: يا أبا عبدالرحمن والله ما أردنا إلا الخير فقال لهم :(وكم من مريدٍ للخير لم يصبه). ولهذا قرر العلماء قاعدة جليلة وهي أن العبادة لاتقبل إلا بشرطين اثنين عظيمين: الإخلاص لله تعالى والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معنى قوله تعالى :(هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) . ومن الأمور المنكرة التي تحصل في بعض احتفالات المولد النبوي اختلاط الرجال والنساء، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات بل قد يصل الأمر والعياذ بالله إلى الشرك الأكبر والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء. ومن الأمور المنكرة والقبيحة قيام بعضهم عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم إكراماً له وتعظيماً لاعتقادهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد في مجلس احتفالهم ولهذا يقومون له محيين ومرحبين. وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايخرج من قبره قبل يوم القيامة ولايتصل بأحد من الناس ولايحضر اجتماعهم بل هو مقيم في قبره صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار كرامته، قال صلى الله عليه وسلم:{أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من يشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع« أخرجه مسلم. وهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة. قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم) أ. ه. نسأل الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين وأن يردهم إلى التوحيد والسنة رداً جميلاً