الحج المبرور كان ولم يزل هم وهدف كل حاج أتى من كل فج عميق ليقف الوقفة العظيمة وقفة المباهاة والإكرام والجود والكرم عيشة عرفة قال صلى الله عليه وسلم (..والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) رواه البخاري في صحيحه. وروى مسلم في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة). ومنها: أن الله يباهي ملائكته بأهل الموقف ، كما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد روى ابن ماجه في سننه ، قال: قالت عائشة - رضي الله عنها - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، فإنه ليدنو عز وجل ، ثم يباهي بكم الملائكة ، فيقول : ما أراد هؤلاء). ومن المعلوم أن الجزم بالقبول في الدنيا غير ممكن لانقطاع الوحي لكن العلماء رحمهم الله حاولوا تلخيص علامات يستأنس بها ويستروح لها يرجى أن تكون علامات ومنارات للحج المبرور. أولا: العلامات قبله: 1- الاخلاص والتوحيد والايمان ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيه قال تعالى: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً). 2- تعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج والفقه في أحكام المناسك (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) ومن الخير القبول والحج المبرور. 3- النفقة الحلال في الحج فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. ثانيا: علامات أثناءه: 1- المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يكون شغله الشاغل الاقتداء والاهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى :(وإن تطيعوه تهتدوا) وقال تعالى:(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم). 2- البر وحسن الخلق وبذل الندى وكف الأذى عن الحجاج وطيب العشرة وهذه المعاني تدور حولها كلمة البر في لغة القرآن والسنة. 3- الوصول إلى مرتبة التقوى في الحج وذلك بعدم الفسوق والعصيان والرفث وهو الشهوات عموما أثناء الحج قال صلى الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه). ثالثا: بعد الحج: 1- أن يرجع وهو أحسن حالاً منه قبل الحج ويلزم الطاعة والمحافظة على الواجبات والفرائض والبعد ما أمكن عن المعاصي والمحرمات قال : (علامة بر الحج أن يزداد بعده خيراً ، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه). وقال الحسن البصري رحمه الله : (الحج المبرور أن يرجع زاهداً في الدنيا ، راغباً في الآخرة).