في يوم مشهود يقف حجاج بيت الله الحرام اليوم على صعيد عرفات بزي واحد يدعون رباً واحداً في مشهد يجسد الوحدة الإسلامية في أجمل وأبهى صورها. يقفون وقد تجردوا من كل شواغل الدنيا وتوجهوا بقلب واحد رافعين أكف الضراعة والدعاء الى الله الواحد القهار، وما أجمل هذا المشهد من موقف إذ إنه موقف يباهي به الله ملائكته قائلاً جل شأنه كما ورد في الحديث القدسي (هؤلاء عبادي أتوني شعثاً غبراً أشهدكم أني قد غفرت لهم) فهو يوم المغفرة والرحمة والرضوان يوم تتنزل فيه بركات السماء على أهل الأرض، هؤلاء الجموع الغفيرة من الحجيج من جنسيات مختلفة يتحدثون لغات مختلفة، ولكن يجمعهم رابط واحد هو رابط الايمان. ويوم عرفة بهذا المشهد العظيم يحمل الكثير من المعاني والدلالات أولها أن الأمة الإسلامية في كافة أرجاء المعمورة يمكنها ان تتوحد مثلما توحدت اليوم، فالمعاني السامية لهذا اليوم يمكن أن تتجسد في واقعنا الإسلامي بوحدة منيعة قوية يحسب لها الأعداء ألف حساب، وتحفظ لهذه الأمة كرامتها وتدفع بها الى الأمام نحو آفاق التقدم والازدهار اذن من اولى الدروس التي يمكن الاستفادة منها من يوم عرفة هو كيف يمكننا أن نجسد وحدتنا الإسلامية كما تجسدت اليوم على صعيد عرفات؟ فإذا ما توجهنا إلى الله بقلب واحد وترفعنا فوق الصغائر فليس هناك ما يحول دون امة اسلامية موحدة الصف قوية الكلمة قادرة على تجاوز مشاكلها مهما عظمت وقادرة على التأثير الايجابي في فضاء الكون الواسع العريض.. نسأل الله ان يتقبل من الحجاج حجهم وأن يوفق المسلمين الى وحدة قوية متينة تعيد للإسلام مجده.