يظل الركض في ميدان صاحبة الجلالة (الصحافة) من أكثر الأعمال أهمية من حيث معاناة العاملين فيها ويرافق هذا التعب الذي يعانيه الصحفي لذة وفرحاً من خلال ما يقدمه هذا الصحفي ويجد ثمرة أعماله الصحفية واضحة عندما يحالف هذا الصحفي النجاح والذي يتحقق بعد جهد من حيث العمل الصحفي وهذا كله دفع أخي المتميز الصحفي الأستاذ سمير مرتضى الذي تكرم وأصدر لنا كتابه القيم والهام في تاريخ الصحافة والصحفيين في بلادنا والذي صدر تحت عنوان (معجم الصحفيين في المملكة العربية السعودية) والذي طبع في هذا العام 1429ه في حوالي 480 صفحة من القطع الكبير ، قدم له الأستاذ عبدالله خياط الصحفي المخضرم المعروف بمقدمة كبيرة استعرض فيها نشوء الصحافة وكيف تطور تاريخها وايضاح مضامينها وقد شبه دور الأسواق العربية القديمة مثل سوق عكاظ ، انها كانت تقوم بنشر الأفكار كما تعمل الصحافة المقروءة الان ثم عقب ذلك مقدمة المؤلف الذي تحدث فيها عن محاور كتابه والهدف من تأليفه وقد رصد الكتاب تاريخ الصحافة في الحجاز قبل العهد السعودي وبعده ومن ثم تحدث أيضاً عن الصحافة وتاريخها في جميع مناطق المملكة وركز في محتوى الكتاب على رصد حملة القلم الصحفي في بلادنا من عام 1326ه حتى العام 1401ه وبعض هذه الأسماء من داخل المملكة وخارجها المهم أنهم عملوا في الصحافة المحلية وقد شمل الكتاب تراجم الأسماء على شكل معجم حسب الأحرف الأبجدية وبشكل علمي وموثق مع ايراد صورة لترويسة الصحيفة أو المطبوعة التي كان يعمل فيها المترجم له وهذا اضاف ميزة مطلوبة إلى المعجم من حيث الاخراج ومادة الكتاب وهذا لا شك يعطي قيمة هامة للكتاب لأنه بهذا يسجل السبق كما هو مفهوم السبق الصحفي وأقصد بهذا السبق منه سد الفراغ المطلوب سده في تاريخ الصحافة السعودية وما قبل ذلك وهو مفخرة لنا نستطيع أن نقدمه إلى المكتبة العربية وقد اجتهد المؤلف مشكوراً لتقديم مادة جيدة في هذا المعجم وفي هذا المعجم جهد كبير أنجزه المؤلف وحده رغم كبر حجم العمل الذي يحتاج إلى عدة أشخاص للقيام به لذلك يستحق منا الاستاذ سمير مرتضى الشكر والاشادة وهكذا الرجال الأوفياء للمهنة والقادرين على العطاء وأنا أعتبر هذا العمل اضافة مضيئة في سماء المعرفة والثقافة الوطنية لأن المؤلف عرف القارىء لمعجمه هذا على أن جميع رواد الأدب والثقافة وكذلك كبار العاملين في الأجهزة الرسمية والأهلية والمؤسسين لنهضة المملكة مروا على بلاط الصحافة وعملوا فيها كذلك نجد من خلال تصفح المعجم أن هناك من عمل في الصحافة حتى الآن ومن بقي فيها حتى توفي أي جعل الصحافة مهنته الأولى وكذلك نجد بعضهم انقطع عن الصحافة في فترة قصيرة وهنا نستطيع أن نقيس مدى العمق المهني والنجاح لدى من عمل في الصحافة فمن اختار الصحافة عن رغبة وهواية لابد له من الاستمرار والنجاح ومن تخلى عن الركض في ميدان الصحافة طواعية نجزم أنه لم يدخل هذه المهنة عن رغبة وإنما من أجل الظهور والبروز وهذا ما نؤكده هنا حسب تجربتي أنا شخصياً من عام 1382ه حتي الآن وقد تكرم أخي سمير برصد تجربتي هذه ضمن مجموعة مختارة من الصحفيين الذين عملوا على أرض المملكة العربية السعودية فله مني الشكر والثناء وأنصح كل متابع لحركة النشر بقراءة هذا المعجم الصحفي ، وفق الله الجميع إلى الخير والهدى والهداية..