وصل إلى الأراضي المقدسة خلال الأيام الماضية أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام بلغاتهم المختلفة وألوانهم وعاداتهم المتباينة .. ولكنهم اجتمعوا تحت راية التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله. يلبون نداء الله بالحج الى بيته العتيق.. يرددون بلغة واحدة (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك). وقد فرض الله الحج على الناس جميعاً وهو ركن من أركان الإسلام وهو عبادة عظيمة ولكنها شاقة ومُكلفة ومن نعمة الله علينا انه فرض الحج مرة واحدة ولذلك ينبغي لمن اراد الحج ان يخلص نيته لله عز وجل بأن لا يخلط معها رياء ولا سمعة لأن الله تعالى قال في الحديث القدسي (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) وهكذا يجب أن تكون جميع العبادات خالصة لله عز وجل مطابقة لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها الحج الذي فرضه رب العالمين على كل من استطاع اليه سبيلا. قال تعالى : (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق). ومكة المكرمة هي أم القرى فيها بيت الله العتيق، أعظم بيت على وجه الأرض مهوى أفئدة المسلمين أينما كانوا في أنحاء المعمورة اليه تتجه الجباه والقلوب خاشعة متذللة لله رب العالمين خمس مرات في اليوم والليلة. يأتي اليه المسلمون من كل فج عميق ليؤدوا مناسكهم وليطوفوا حول الكعبة المشرفة منذ بناها خليل الله ابراهيم عليه السلام امتثالاً لأمر ربه لكي يلبوا نداء الله ولتكون الكعبة هي أول بيت وضع للناس، ليعبدوا الله فيه على هدى وبصيرة وبعقيدة خالية من المعتقدات الباطلة والمفاهيم الخاطئة قال تعالى: (ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). ها هي طلائع الحجاج قد أقبلت وتوافدت من كل حدب وصوب لأداء المناسك. وهاهم ابناؤنا قد شمروا السواعد وعقدوا العزم وأخلصوا النية ووحدوا الهدف ونظموا البرامج لخدمة ضيوف الرحمن مستفيدين من التوجيهات السديدة لحكومتنا الرشيدة، وهاهي المشاريع العملاقة والمباني الحديثة والجسور والأنفاق والطاقات والتجهيزات كلها بفضل الله عز وجل قد سخرتها الدولة لخدمة ضيوف الرحمن فجزى الله ولاة أمورنا خيراً على خدمتهم لدين الله ولضيوف بيت الله الحرام. هذه رسالة نوجهها الى العاملين في خدمة الحجاج ونقول لهم.. أمدكم الله بعونه وتوفيقه وكونوا مثالاً طيباً لنا فأنتم نموذج لأبناء هذا الوطن الكبير. ولكل مسئول في هذا الوطن العزيز نقول مع التقدير سدد الله الخطى متمنين لكم التوفيق للعناية بحجاج بيت الله العتيق. أما ضيوف الرحمن فلا نملك الا أن نقول لهم أهلاً وسهلاً بكم في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية. رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا