سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منهاج صحافي.. المطاوع قلم ينزف إبداعاً ومضات تستشرق الكتابة الرصينة
مدرسة صحافية تبحث عن الحقيقة وترفض الزيف
إنتاج غزير ينبع من فكر مستنير يصب في حقل المعرفة
يستشرف كتاب منهاج صحافي بعض المناحي التنويرية والفكرية دراسة في نهج حامد مطاوع وخصائص وادوات ومنهاج الصحافي المطاوع في محاولة تحليلية بنظرة عين فاحصة دراسة لمشروع المطاوع في الكتابة للصحافة وما ابتكره هذا المبدع من ادوات اضافت بعداً آخر للكتابة في ميدان صاحبة الجلالة (السلطة الرابعة) من خلال انتاج غزير وعميق يدركه القارىء الحصيف، فالمطاوع طاقة صحافية خصبة مدعومة برؤية مفكر ناقد مدرك لما حوله من تباينات وتيارات سياسية ومدارس ثقافية، ومناخات اجتماعية، ومتغيرات على الساحة العربية والدولية وزاوية المنبع والمصب التي ظلَّ نزف قلم المطاوع متواصلاً ردحاً من الزمن يجسد اللحظة الكاشفة التي تبين مدى عمق الفكر السياسي والتناول المسئول الذي يستفاد منه ويسهم في وضع لبنات اساسية في ميدان الكتابة الصحفية وصولاً الى التطوير والتجديد. فالمطاوع قلم جريء يمتلك ادوات حاسمة والات حادة في النقد تدشنها بصيرة نابعة من إلهام واسع بالثقافة، مصحوبة بومضات تنفذ الى قلب وعقل القارىء الجاد دون استئذان وتكمن قدرة المطاوع في فرادة الاسلوب والعرض الذي يفضي في نهاية المطاف الى الاقناع بعد تبيان الحجة بوضوح دون افتعال او غموض، ويشكل وعيه النقدي حجر الزاوية في التناول للارتقاء بالذائقة النقدية وهي مهمة شاقة لا يدركها الا من يكابدها ويدخل في دهاليزها، ومن هنا استحق ان يتوج المطاوع وبجدارة مدرسة صحافية تتمتع بقدر عالٍ من المصداقية المهنية التي تبحث بكل جد عن الحقيقة المجردة دون تحيز أو انحياز الى جهة ما وفق مبدأ محكوم بالأخلاق والبعد عن المصالح الفارغة المحتوى فلا مجال للكيد او الطعن او السب أو الركون الى الكذب وتزييف الواقع والتجمل على حساب المبادىء والمثل العليا. ان ولادة المطاوع في مكةالمكرمة بحارة شعب علي، غرست في شخصيته اعتزازه بالاسلام وفخره بالوطنية واعتداده بالعربية وشكل بداية حياته التعليمية بالقراءة في المسجد الحرام عند باب زيادة ثم التحاقه بالمدرسة الرحمانية بالمسعى لمدة ستة أعوام، نقطة فارقة في مسيرته العلمية والصحافية، فحفظ الطصاوع لبعض اجزاء من القرآن الكريم صقلت ذاكرته منذ نعومة اظفاره مما كان لهذا الحفظ الاثر الواضح في رُقي اسلوبه وقوة بيانه وسلامة مفرداته، وجزالة لفظه بعيداً عن ترهل العبارات او شحنها بالغموض المؤدي الى التوهان والخلل وضياع الفكرة ولعلَّ مقال المراقب المتنقل الذي ظل يكتبه المطاوع تحت اسم (ابن حسن) يشير بوضوح الى رفض فكرة (الابراج العاجية) التي ظل كثير من الصحافيين يركنون اليها، حيث حطم هذه الفكرة وسعى لتأسيس مفردة شعبية بسيطة تخاطب عامة الناس تنقل شكواهم ومعاناتهم بكل صدق وحسن نية الى المسئولين. ولهذا اكتسب المطاوع شهرة واسعة بين القراء من كبار السن فضلاً عن الشباب لأنه كان يكتب بإنصاف ولا يخلط بين الرغبة الشخصية والحقيقة المجردة، فكسب الاحترام والتقدير لأنه حاول جاهداً الابتعاد عن الاهواء قدر المستطاع، ولقد اشتهر المطاوع بالنزاهة وبالصدق في كل كتاباته واطروحاته لا يخشى في ذلك لومة لائم.