أكد مدغم بن عايض البقمي من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كلية الدراسات العليا ان أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بنعمة العقل وميزه عن باقي المخلوقات .إذ العقل هو أساس المعرفة وهو الميزان الذي تعرف به الأمور الصالحة من الفاسدة والنافعة من الضارة،وهو مناط الأحكام و به يكون الإنسان مسئولاً عن أقواله وأفعاله، وبذلك يكون العقل هو القاعدة الأساسية في بناء ثقافة الأفراد. فتغذية هذه القاعدة تتوجه في الدرجة الأولى على الفرد قال الله تعالى (وهديناه النجدين) سورة البلد:10، وعلى الأسرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) ثم يأتي بعد ذلك دور المجتمع في تغذية هذه القاعدة بداية ًبالتعليم العام وانتهاءً بالتعليم العالي ،ويدخل في دور المجتمع ما يقوم به العلماء والدعاة من إقامة المحاضرات والندوات وتوجيه الناشئة وتقويم السلوك العام للأفراد وكل ذلك من اجل تقوية تلك القاعدة المهمة في بناء المجتمعات. وللمملكة دور هام لدعم الأمن الفكري للأفراد وخير مثال على ذلك إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي يضم كوكبة من العلماء والمفكرين والدعاة والمربين وفيه تطرح القضايا المهمة التي تواجه أبناء هذا الوطن لتقديم الحلول وتكييف المشكلات لإخراج جيل يكتسب حصانة ضد أي أفكار منحرفة وهدامة تقوض أساس الدين وتمس أمن واستقرار الدولة. وولاة الأمر في المملكة كما قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يقفون على رأس قائمة الدول الإسلامية الساعية إلى محاربة الفكر المتطرف الذي لا يعبر عن دوافع إسلامية وإنما من منطلقات سياسية وعدوانية أبرزها الجهل بالإسلام دين السماحة والوسطية والحضارة الذي جاء ليخرج العالم من الظلمات إلى النور فالإسلام دين علم وفكر وثقافة ،وسلوكيات المسلم إذا انطلقت من فهم إسلامي صحيح فإنها تعكس قيماً أخلاقية رفيعة ، وعلى أي حال فإن الإسلام يدعو إلى الحوار والسماحة والأخذ بالحسنى وفي الوقت نفسه فهو ليس دين ضعف ومهانة واستسلام.