أكد فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن علي عبدان الغامدي إمام وخطيب المسجد الحرام ووكيل عميد كلية الدعوة بجامعة أم القرى، أن من الخطوات المهمة لفهم كتاب الله الاقبال على القرآن بذهن صافٍ خال من الشوائب. جاء ذلك خلال محاضرة لفضيلته في نادي مكة الأدبي في إطار البرامج الدعوية والثقافية المصاحبة لفعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره.. وقد استمع المشاركون في المسابقة إلى المحاضرة خلال زيارتهم مؤخراً للنادي. وقال فضيلته: إن الكلمة التي أحب أن نتدارسها في هذا اللقاء تدور حول كتاب الله عز وجل، إن الله - عز وجل - حينما أنزل كتابه وانزل كلامه على النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب أن يفهم هذا الكلام وأن يعرف معناه لأن فهم الآية ومعرفة معناها هو الخطوة الصحيحة لتطبيق القرآن والعمل به الذي هو الثورة العظمي لا تزال كتاب الله عز وجل إلا بالفهم الصحيح والمعرفة السليمة لمعاني كتاب الله عز وجل ودلالاته وغني عن البيان أن نقول إن كتاب الله - عز وجل - هو أساس السعادة وعماد الفلاح والصلاح والنجاح لهذه الأمة في دنياها وفي آخرها كما كان كذلك في ما فيها وسيكون بإذن الله في حاضرها وفي مستقبلها ، والله - عز وجل - قد بين لنا في كتابه العظيم أن هذا القرآن هو أساس عز الأمة ومصدر رفعتها وشرفها وكرامتها ، كما قال – سبحانه وتعالى - : (لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم) يعني شرفكم وعزكم في الدنيا والآخرة ، واستطرد فضيلته قائلاً لكن الأمر الذي جئنا من أجله لا يحدث معكم فيه وهو كيف نستطيع أن نفهم هذا القرآن ؟ وكيف نتوصل إلى أن نتعرف على معاني هذا القرآن ودلالاته. وذكر فضيلة الشيخ الغامدي عدداً من الخطوات لفهم القرآن منها ملاحظة آداب التلاوة وتطبيقها ويعمل بها ويتملى بها كالطهارة حين يقرأ كتاب الله على طهارة وأن يكون مستشعراً الإخلاص لله - عز وجل - وأنه تؤدي عبادة ، والخطوة الثانية أن يحرص المرء على أن يكون له ورد يومي في قراءة كتاب الله - عز وجل - وقد كان السلف يحرصون على هذا منهم من كان يختم القرآن في شهر مرة ، ومنهم من كان يختمه مرتين أو ثلاث أو أربع مرات ، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم يختم القرآن الكريم كل أسبوع مرة ويحزبه أحزاباً ، والخطوة الثالثة للوصول إلى فهم كتاب الله - عز وجل - أن يكرر المرء الآية عدة مرات وبهذا التكرار ينفتح بإذن الله - عز وجل - الفهم والمعرفة بكتاب الله - عز وجل - وقد كان هذا منهج كثير من السلف ، والخطوة الرابعة التي يجب أن يتحلى بها المرء ليصل إلى الفهم الصحيح لكتاب الله - عز وجل - أن يرجع العبد في تفسير كلام الله - عز وجل - إلى ما قاله أهل العلم في تفاسيرهم المشهورة المعروفة. وأضاف فضيلة الدكتور الغامدي أن من الخطوات أيضاً التطبيق العملي للآية فهو من أعظم ما يعين المرء على فهم كتاب الله تعالى ، حيث حرص السلف على هذا المعني وتأكيده في النفوس وتقريره في القلوب ، وكان السلف يقولون ذلك : من عمل بما علم أورثه الله- عز وجل- علم ما لم يعرف ، وخير واجب وأفضل ما يعمل به المرء هو كلام الله - سبحانه وتعالى - ، وكذلك من الخطوات المهمة للوصول لفهم كتاب الله فهماً صحيحاً وسليما وشديداً أن يحرص المرء على تلمس الموضوع الرئيس الذي تدور حوله السورة ويحرص المرء أن يعرف مناسبات الآيات ومناسبات السور ، مثلاً سورة الذاريات تتحدث عن الرزق وانه بيد الله - عز وجل - وان الله - عز وجل - هو الذي يملك هذا الرزق ، وكذلك يجب أن يحرص القاري والمرء على الابتعاد عن كثير من التفصيلات الرئيسة التي لا داعي لها مثل التفاصيل النحوية والصرفية واللغوية فيحرص المرء على أن لا يدخل في مثل هذه الأمور لأنها تصرف ذهنه وتشتته عن الوصول للمعنى الصحيح ، والفهم السديد الذي يترتب العمل والتطبيق للقرآن وللآيات. وأضاف فضيلته أن من الخطوات المهمة أيضاً لفهم كتاب الله أن يقبل المرء على كتاب الله - عز وجل - صافي الذهن ، خالي العقل من كل شائبة ومن كل مكررات سابقة ، فيقبل على كتاب الله على أن هذا الكتاب وهو القرآن كله ما يقوله حق وصدق ، ويجب أن يُعتقد، وأن يُعمل به ، وكل ما يخالفه باطل يجب أن يمحى ، وأن يزال ، كما يجب تحرير النصوص القرآنية من قيود الزمان والمكان ، فالقرآن الكريم شفاء ، ودواء ، وعلاج ، ورحمة للمؤمنين في كل زمان ومكان ، وأيضاً يجب الاستعانة بالسياق النبوية وفهم السلف الصالح لكتاب الله - عز وجل-. وأكد فضيلته أن القرآن الكريم يفهم بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبفهم صحابة الرسول رضوان الله عليهم ، مبيناً أنه يجب على المؤمن لكي يفهم كتاب الله تعالى فهماً صحيحاً أن يعتقد أنه هو المخاطب والمقصود في كل آية في كتاب الله تعالى ، ويجب أيضاً على المسلم متابعة الاستعمال القرآني للفظة والكلمة في القرآن الكريم . وفي نهاية زيارة المشاركين للنادي الثقافي والأدبي بمكةالمكرمة تبودلت الهدايا التذكارية بين المسؤولين في النادي والأمين العام للمسابقة وأعضاء لجنة التحكيم الدولية، كما وزعت الكتب الدينية القيمة للمشاركين في المسابقة ، بعد ذلك حضر الجميع مأدبة العشاء التي أقامها النادي لضيوفه الكرام.