هددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوقف مفاوضات صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط إذا لم تفرج مصر عن أحد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، بينما ارتفعت دعوات لوقف التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية والإسراع باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال الناطق باسم حماس وسط قطاع غزة يوسف فرحات خلال استعراض عسكري لكتائب القسام إن مصر لا يمكن أن تقوم بدور الوسيط في صفقة شاليط ما دامت تحتجز المسؤول في الكتائب أيمن نوفل، الذي كانت القاهرة اعتقلته بتهمة الإعداد لهجمات على الأراضي المصرية. واعتبر فرحات في تصريح نقله موقع (المركز الفلسطيني للإعلام) التابع لحماس أن (استمرار هذا الاعتقال إنما يخدم العدو الصهيوني (إسرائيل) وحده، ولا يصبّ إلاّ في مصلحته)، مطالباً السلطات المصرية بالإفراج الفوري والعاجل عن نوفل. وأوضح أن قضية شاليط (ستبقى في الثلاجة) ولن تتحرك فيها حماس خطوة واحدة إلى الأمام ما دام نوفل معتقلاً في السجون المصرية. ومن جهته أكد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أن تصريحات فرحات تعكس الإحباط داخل الحركة بشأن الموقف المصري في هذا الموضوع. وأضاف أن استمرار اعتقال نوفل (أمر مزعج)، وأنه تصدر جدول أعمال كل المحادثات مع المسؤولين المصريين، وأعرب عن أمله في أن تتمكن مصر من إنهاء ذلك بالإفراج عنه. وكان مقاومون فلسطينيون قد أسروا الجندي الإسرائيلي في يونيو 2006، وتتفاوض حماس مع إسرائيل بوساطة مصرية لمبادلته بمئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ومن جهة أخرى قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إن نجاح جهود مصر في رعاية الحوار الوطني الفلسطيني مرهون بوقف (التصعيد) بحق حركة حماس في الضفة الغربية من قبل أجهزة أمن السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنع التدخلات الخارجية، لاسيما الإسرائيلية والأميركية. واعتبر أن استمرار اعتقال أجهزة أمن السلطة لأكثر من 200 عنصر من حماس (لا يبشر بنجاح حقيقي) للحوار وللجهود المصرية والعربية الساعية لتحقيق مصالحة فلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي. وأضاف هنية في خطبة الجمعة بأحد مساجد قطاع غزة (نحن ذاهبون للحوار في القاهرة ليس من منطلق أزمة ولا خوف ولا نريد تكرار تجارب الاتفاقيات السابقة كاتفاقيتي القاهرة ومكة التي أخذوا منها ما يريدون وتركوا ما يريدون). وقال إن هناك ما سماه (تيارا عبثيا) لا يريد للمصالحة أن تتم، مشيرا إلى ما قال إنه (تغلغل) للأجهزة الإسرائيلية في أجهزة الأمن الفلسطينية.