وقعت الهند والولاياتالمتحدة اتفاقاً نووياً يتيح للهند الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية الأميركية للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود وبعد ثلاث سنوات من المفاوضات الشاقة مقابل أن تتعهد الهند بفتح بعض منشآتها النووية أمام المفتشين الدوليين. ووقع الاتفاق الجمعة في واشنطن كل من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها وزير الشؤون الخارجية الهندي براناب موخيرجي، وقد أشار الوزيران وهما يوقعان هذه الوثيقة ب”الشراكة الإستراتيجية” التي يكرسها هذا الاتفاق بين الهند وأميركا. واعتبرت رايس أن هذا الاتفاق “نصر دبلوماسي” لأميركا التي وصفتها بأنها “أقدم ديمقراطية في العالم” والهند التي وصفتها بأنها “أكبر ديمقراطية في العالم”، في حين اعتبر موخيرجي هذا الاتفاق دليلا إضافيا على “تحول العلاقات وعلى الشراكة التي يبنيها البلدان بالتشاور”. وسيتيح الاتفاق للهند الحصول على وقود نووي أميركي ومفاعلات وتكنولوجيا ليرفع بذلك الحظر الذي فرض على هذه التجارة بعد أن أجرت الهند تجربة نووية في عام 1974. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش وقع الأربعاء القانون الذي أقر هذا العقد التاريخي للتعاون النووي المدني، معتبراً أن توقيع هذا التشريع “سيعزز الروابط بين أكبر ديمقراطيتين في العالم”. وأنه يبعث بذلك رسالة إلى العالم مفادها أن “الأمم التي تتبع طريق الديمقراطية وتتصرف بمسؤولية ستجد في الولاياتالمتحدة صديقاً”. ويقول اتحاد الصناعات الهندية إن الاتفاق قد يجلب استثمارات بنحو 27 مليار دولار لبناء نحو 18 إلى عشرين محطة نووية في الهند خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة، حيث من المتوقع أن تتنافس شركات أميركية وفرنسية وروسية ومن دول أخرى للفوز بتعاقدات.