أكد عمدة حي الهجلة محمود سليمان بيطار أن الصوم في رحاب الأراضي المقدسة له مذاق خاص حيث يفيض بالعبق الروحي والإيماني، وتتجلى فيه أبها صور التكافل الاجتماعي بتوزيع افطار صائم في المسجد الحرام على ضيوف الرحمن مما يجسد الأخوة الاسلامية في شهر رمضان المبارك. (الندوة) التقت البيطار وحاورته حول ذكرياته مع رمضان فإلى نص الحوار.. ليالٍ مباركة | ماذا تعني لك ليالي شهر رمضان المبارك؟ || تعني لي ليالي هذا الشهر الكريم بالخير والبركة التي وهبها الله سبحانه وتعالى لعبادة المسلمين على وجه الدنيا لينعموا بفضله وكرمه ونفحاته المباركة الطيبة ، وأضاف: إنه شهر القرآن شهر كريم يكثر فيه التواصل بين الناس ويظهر فيه التكافل الاجتماعي في أبها صورة ، وفي هذه الليالي تظهر الصورة الايمانية الرائعة إلا وهي تجمهر المسلمين في ظاهرة ايمانية مباركة في المسجد الحرام وساحاته في صور رائعة تعكس صفو الاسلام ونقائه وطاعة المؤمنين لخالقهم والتزامهم بأمور دينهم. توزيع الوقت | كيف تقضي يومك خلال هذا الشهر الفضيل؟ || لا شك أن على المرء أن يقوم بتوزيع وقته وأنا كعمدة لمحلة الهجلة أقوم بتوزيع عملي خلال الشهر الفضيل صباحاً ومساء لأن العمل فيه يحتاج إلى جهد ومتابعة جيدة وذلك لكثرة الزوار والمعتمرين وقاصدي البيت الحرام بالإضافة إلى متطبات الأهالي من المحتاجين والفقراء والمساكين وباقي الوقت أقضيه مع كتاب الله عز وجل تلاوة وتدبراً. الصيام في مكة | هل صمت خارج مكةالمكرمة؟ || ولله الحمد صيامي داخل المملكة وفي مكةالمكرمة حيث أحرص على الصيام هنا لروحانية هذا الشهر الفضيل في مكةالمكرمة ولأن شهر رمضان المبارك في مكة له طعم خاص وفريد من نوعه لما تعيشه هذه الأماكن المقدسة من عبق ايماني وروحاني ليس له نظير. سهر الليل | ما رأيك في صيام بعض الناس حيث ينامون في النهار ويسهرون في الليل؟ ||ان استمرار البعض من الناس على هذا البرنامج خلال نهار رمضان ولياليه لأمر مؤسف حقاً ولا ينبغي أن يكون الإنسان المسلم بهذه الأخلاق التي تتنافى مع المفاهيم الاسلامية والتربية الفاضلة ولم تكن من أخلاق المسلمين السابقين ولم يكن شهر رمضان شهر نوم وكسل أو مشاهدة لما تبثه القنوات الفضائية من غث وسمين من أفلام ومسلسلات ليس من ورائها سوى البعد عن تعاليم الدين الحنيف ..إن على هؤلاء المبادرة إلى الكف عن مثل هذه الأعمال واستغلال هذا الشهر الكريم بكثرة الطاعات والأعمال الصالحة. التعويد بالتدرج | ما الطريقة التي يمكن من خلالها تعويد الصغار على الصيام؟ || يكون ذلك بالتدرج الوقتي في الصوم اعتباراً من سن السابعة مثل تدريبهم على صيام نصف النهار ثم أكثر بالتدرج حتى يصل إلى صومهم النهار كاملاً مع الاهتمام بتغذيتهم بالطعام في وجبة السحور تلك الوجبة المباركة التي قال عنها رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه (تسحروا إن في السحور بركة) وذلك من أجل صحة أبدانهم. الإسراف مذموم | نلاحظ تهوراً من الناس على شراء العديد من اصناف الطعام في هذا الشهر الكريم مما يزيد عن حاجتهم وبالتالي يكون مصيرها حاويات النفايات فماذا تقول لهؤلاء؟ || أقول العجلة من الندامة والمهالك مع إن الصوم مدرسة في تعليم الصبر وسلوك التقوى والمحبة والتسامح والتأني والتكافل والترابط وليس المفاخرة في المأكل والمشرب وتنوع الأطعمة .وان مبالغة البعض في الشراء هو في الحقيقة الاسراف بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، كما أن الاكثار من الطعام والشراب يضر بالصحة العامة وارهاق لميزانية الأسرة وهذه التصرفات من البعض ساعدت التجار على الجشع ورفع الاسعار ولا شك أن الوسطية مطلوبة في كل شيء. تسابق للخير | ما هي المواضيع الايجابية التي تشاهدها وتتمنى استمرارها؟. || لا شك أن الكرم الذي أراه في كل مكان وخاصة في بلادنا الغالية وبالذات في مكةالمكرمة فنشاهد الموائد هنا وهناك لافطار الصائمين وهو عمل يدل على الخير والبركة والمسارعة في مرضاة الله سبحانه وتعالى.. كما أن أعمال البر والاحسان لها دور كبير في تخفيف الآلام من الضعفاء والمحتاجين والمساكين وادخال البسمة عليهم وعلى الأرامل والأيتام والرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول: (اليد العليا خير من اليد السفلى) فالله الله في المسارعة لنيل الأجر والثواب وان الدال على الخير كفاعله. عبارات لا تنسى | ما هي الذكريات التي لازالت عالقة في ذهنك عن رمضان المبارك؟ || من ينسى رمضان وأيامه و لياليه ..إنني لازلت أتذكر عندما كنت أمر من جوار الحرم المكي الشريف مع والدي رحمة الله عليه وأرى الأماكن والبسطات والمأكولات والمشروبات والباعة باصواتهم الشجية وعباراتهم المكاوية ينادون على الناس ليحببوهم للشراء ..الله على تلك الأيام ما أجملها واحلاها!!. خبرة ودراية | هل كان لوجهاء الحي تأثير على الآخرين ؟ || نعم للأحياء وجهاء كانت لهم كلمتهم وكان عمدة الحي هو من يصلح بين الناس ويصلح ذات البين وكانت كلمته مسموعة وكان التشاور موجوداً بين رجال الحي أهل الخبرة والدراية و لا يستطيع أحد أن يقول كلمة (لا) وذلك من باب التقدير والاحترام.