تتوالى إنجازات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة تجاه خدمة كتاب الله وإيصاله إلى جميع المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين ، حيث تجاوز إنتاجه منذ افتتاحه عام 1405ه وحتى العام الجاري 1429ه ( 240 ) مليون نسخة. وأوضح الأمين العام للمجمع الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أن طاقة المجمع الإنتاجية تصل إلى ما يربو على عشرة ملايين نسخة من مختلف الإصدارات سنويا ووصل عدد الإصدارات التي أنتجها المجمع حتى عام 1429ه إلى حوالي 230 إصداراً موَّزعاً بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتبٍ للسنة والسيرة النبوية وغيرها . وقال (إنه يمكن تبويب ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عن المجمع إلى مختلف اللغات وعددها 50 لغة وفقا لما يلي (24) لغة آسيوية ، و(12) لغة أوربية ، و(14) لغة إفريقية ، أما عدد إصدارات الترجمات فتزيد على 60 إصداراً , والعمل جارٍ لإنجاز ترجمات أخرى) . وأبان الدكتور العوفي أن عدد النسخ الموزعة على حجاج بيت الله الحرام عند مغادرتهم منافذ المملكة سنوياً عائدين إلى بلادهم بعد أن أدوا مناسك الحج في يسر وطمأنينة حتى موسم 1428 / 1429ه ، زاد على (27) مليون نسخة من المصحف الشريف هدية خادم الحرمين الشريفين ، من إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة . وأضاف أن المجمع قد خطا خطوات أساسية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة ؛ لتكون الأولى من نوعها في العالم ، فدرس مختلف جوانبها، وهيَّأ لذلك الإمكانات العلمية والفنية اللازمة، آخذاً في التقدير طبيعة فئة الصم ولغة الإشارة ، كما أنهى المجمع تصوير وتسجيل ومونتاج سورة الفاتحة والسور العشر الأخيرة من جزء عم من ترجمة وتفسير معاني القرآن الكريم إلى لغة الإشارة، وبعد التأكد من كفاءة العمل سيشرع في ترجمة باقي سور جزء عم تباعاً ، موضحاً أن المجمع بدأ في توزيع إصداراته من المصاحف , والتسجيلات , والأجزاء , وربع يس , والعشر الأخير , والترجمات , والكتب منذ عام 1405ه , ويتم ذلك على المسلمين داخل المملكة وخارجها في مختلف أرجاء العالم , وبلغت الكميات الموزعة حتى الآن عشرات الملايين من النسخ . وحول الدورات التجويدية التي ينفذها المجمع ، بين الدكتور العوفي أن المجمع أنهى تسع دورات تجويدية لحفظة القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم – حتى عام 1427ه/1428ه لمنحهم إجازة قراءة على يد عدد من المشايخ العاملين في المجمع، ويتم تنظيمها في المسجد النبوي الشريف ، وتستغرق سبعة أشهر تقريباً موزعة على ثلاثة أيام أسبوعياً في الثلاثاء ، والأربعاء ، والخميس عقب صلاة المغرب مباشرة ، وتخرج منها 201 حافظ ، وتنظم الدورات تباعاٌ عقب انتهاء سابقاتها. وأشار إلى أن للمجمع موقع على شبكة الإنترنت افتتح رسمياً في الخامس عشر من ربيع الأول 1425ه، وصمم الموقع بحيث يتضمن ست لغات إضافة إلى اللغة العربية هي : الإنجليزية ، والفرنسية، والإسبانية ، والأردية ، والإندونيسية ، والهوسا، واربط الموقه هو .. www.qurancomplex.org . وابرز الدكتور العوفي أن المجمع ساهم في خدمة المجتمع في تقديم هدية خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام ، وتزويد الحرمين الشريفين ومساجد المملكة بالمصاحف ، و تزويد طلبة وطالبات وزارة التربية والتعليم بالمصاحف ، والمشاركة بإصدارات المجمع في منح جوائز الفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم وتلاوته المحلية والعالمية ، وإتاحة الفرصة للمشاركين في مسابقات القرآن الكريم ، وفي جائزة المدينةالمنورة ، وفي المناسبات التي تقام في المدينةالمنورة لزيارة المجمع ، وإتاحة الفرصة لبعض منسوبي عدد من الجهات الأخرى للتدريب في المجمع ، واستقبال زوار المجمع بأعداد هائلة من مختلف الأقطار ، وتعريفهم برسالة المجمع ، والمشاركة في المناسبات العامة . ولفت أمين عام المجمع النظر إلى أن المجمع له جهود ملموسة في التنظيم والمشاركة في الندوات العلمية، حيث نظم ندوة / عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه/ عام 1421ه ، وندوة / ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي، وتخطيط للمستقبل/ عام 1423ه , وندوة /عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية/ عام 1425ه ، وندوة /القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية/ عام 1427ه. ويعدّ المجمع لندوة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة / تقنية المعلومات/ عام 1430ه بمشيئة الله، ويقوم المجمع بإعداد أهداف كل ندوة، ومحاورها، والموضوعات التي تتناولها، ويشارك في فعالياتها باحثون متخصصون من داخل المملكة وخارجها. وأفاد الدكتور العوفي أنه قد زار المجمع نحو مليوني مسلم من مختلف بلدان العالم ، جاؤوا لمشاهدة هذا الصرح الإسلامي الشامخ الذي يعد من الأعمال الجليلة التي قامت بها المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين ، حيث أبدى الزوار إعجابهم بهذا الصرح الإسلامي الشامخ لما شاهدوه ولمسوه من عناية فائقة في طباعة ومراجعة إنتاج المجمع، وحرصوا على تسجيل شكرهم لله تعالى ثم للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على طباعة ونشر كتاب الله بهذه العناية الفائقة وبهذا الانتشار الواسع على النطاق العالمي ، موضحاً أن المجمع يحرص على أن يشرح لزواره مختلف مراحل العمل وضوابطه في أقسامه الفنية ، وأن يطلعهم على الإمكانات الطباعية المتقدمة المتوافرة فيه . ونوه أمين عام المجمع في ختام استعراضه للتقرير بالعناية التي توليها المملكة العربية السعودية بكتاب الله تعالى إعداداً، ونشراً، وتوزيعاً، حتى شهدت خدمته تطوراً كبيراً ، حيث رأت القيادة الحكيمة لهذه البلاد بأهمية توافر مصحف صحيح ومعتنى بمراجعته وطباعته بين أيدي المسلمين، وذلك بإنشاء مجمع لطباعة القرآن الكريم ، وتولَّتْه بالعناية والرعاية ، والدعم المتواصل ، حتى غدا – بفضل الله تعالى- من أكبر المراكز العلمية للدراسات والبحوث الجادَّة في كل ما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه ، وأعظم مؤسسة طباعية في العالم لطباعة المصحف الشريف بأحجام متعددة وبالقراءات المشهورة ، وترجمة معانيه بمختلف اللغات ، ونشرها ، وتوزيعها ، مع الدقة في مراعاة القواعد العلمية في الرسم ، والضبط والإخراج .