حذرت د. ميرفت نجاح من تمادي السهر بالنسبة للأطفال مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى الاكتئاب وأضافت مما لاشك فيه ان النوم حا جة اساسية من حاجات الجسم وهو نعمة من رب العالمين قال تعالى (وجعلنا الليل لباسا) وفيه قوة ترميمية هائلة لجسم الانسان ففي اثناء النوم تتم معظم العمليات الحيوية في الدماغ وفي الجسم بشكل عام ..وبسبب أساليب الحياة الحديثه وسلوكيات الانسان اصبح من الصعب على الفرد الحصول على معدلات النوم الطبيعي في الليل ليقضي معظم الوقت في الليل ان لم يكمن الليل بكامله في السهر .واصبح السهر سمة مميزة لايام الاجازات الصيفية وخلال شهر رمضان ولم يقتصر السهر على الشباب بل شمل العوائل والاطفال .واصبح مألوفا ان ترى الاطفال يغفون على المقاعد أو يستندون إلى طاولات الطعام في الحفلات أو ربما يدخلون في نوم عميق ليخرجوا محملين على اكتاف الأهل أو مقيدين إلى مقاعد السيارة ومن المؤكد ان ذلك بسبب اقحام الاطفال في حضور مناسبات اجتماعية لوقت متأخر وعدم حصولهم على ساعات نوم كافية. وقد نشر تقرير في الرويترز في ابريل الماضي حول دراسة قام بها اطباء من جامعة هارفرد بقيادة الدكتور Dr. Elsie Taveras وربطت الدراسه بين السهر أو قلة النوم وزيادة الوزن عند الاطفال فأوضحت الدراسة ان الاطفال الذين لا يحصلون على الساعات الكافية من النوم ليلا هم اكثر عرضة من اقرانهم الذين ينامون ساعات كافية للبدانة .واوضحت ان قلة النوم ليلا تعمل على خفض مستويات هرمون leptin وهو الهرمون الذي يحفز عمليات البناء والهدم كما ان قلة النوم ايضا تزيد تركيز هرمون ghrelin, وهذا الهرمون يزيد من الاحساس بالجوع .كما اضاف الدكتور Taveras الى ان الاطفال والمراهقين الذين لا يحصلون على كفايتهم من النوم يعانون من القلق وتقلب المزاج وعدائيه في التصرف ويكونون عرضة للاصابة بالاكتئاب والمشاكل العاطفية فيما بعد ..وأوضحت الدكتورة مرفت نجاح اخصائية الاطفال ان الاطفال بشكل عام يحتاجون لساعات نوم كافية لان معظم عمليات الجسم الحيوية تتم في الليل اثناء النوم وهم يحتاجون إلى ساعات نوم اكثر من البالغين فالاطفال تحت سن العاشرة يحتاجون الى حوالي 12ساعة يوميا والاطفال فوق سن العاشره يحتاجون من 9ساعات إلى 11 ساعة تقريبا لذلك فأن بقاء الأطفال مستيقظين لوقت متأخر من الليل وعدم اخذهم معدل نوم كافي يعرضهم للاصابة باضطرابات ذهنية وجسدية كثيرة فالسهر قد يصيب الأطفال بما يعرف باضطراب الانتباه وفرط الحركة وهو اضطراب في السلوك يظهر على الأطفال يصيبهم بضعف في التركيز وقابليه للاندفاع والفوضى والاثارة وتشويش في النشاط الذهني والحركي . والأطفال الذين لا ينامون ليلا يظهرون سلوكيات عنيفة ويميلون إلى عمل سلوكيات متعلقة بخرق القواعد أكثر من إقرانهم. وشددت الدكتورة ميرفت على ضرورة ضبط نوم الأطفال وقالت: بإمكان الأم ضبط بما يعرف بالساعة البيولوجية لطفلها من سن مبكر وقالت أيضا لا مانع من اصطحاب الأم لأطفالها عند التسوق او الذهاب للمناسبات شريطة ان لا تستمر لوقت متأخر ولا تكن بشكل مستمر. رعاية وعناية وتحدثت حول الموضوع عدد من الأمهات حيث قالت أم ماجد : الأطفال في سنواتهم الأولى يحتاجون لمزيد من العناية والتضحية فليس من الضروري حضور جميع الحفلات والمناسبات على حساب صحة أطفالي فأنا اذا أردت اصطحاب أطفالي والذهاب إلى حفلة أو إلى السوق اذهب في وقت مبكر الساعة التاسعة مثلا على أن أكون في البيت في الساعة الثانية عشرة تماما أو اتركهم في بيت والدتي أو في بيت أهل زوجي حتى احافظ على مواعيد نومهم .واعاني احيانا من نوم الاطفال في السيارة ولكن في هذه الحالة احاول ايقاظهم بشكل مستمر حتى لايستغرقوا في النوم الى ان نصل الى المنزل . وشددت على ضرورة ان تكون الام حازمة مع اطفالها في تحديد مواعيد نومهم واستيقاظهم وتقوم بإغلاق جميع أجهزة التلفزيون والبلايستيشن ليلا وتحرص على إيقاظهم في وقت مبكر في صباح اليوم التالي. أما أم ريان فقد قالت أعاني مع أبنائي دائما من مشكلة السهر ليلا والنوم في النهار وتزداد هذه المشكلة في فصل الصيف وفي شهر رمضان وأحاول دائما ضبط نومهم ولكن للأسف لا استطيع . وقالت أم وليد: أنا بصراحة اتبع نظام صارم في المنزل فالأطفال يدخلون إلى النوم الساعة العاشرة مساء في الإجازات والثامنة في أيام المدرسة ويستيقظون في السابعة أو السابعة والنصف وهذا النظام لجميع أفراد العائلة والعديد من قريباتي يسخروا من هذا النظام ولكن أنا والحمد لله لا أواجه أي مشكلة مع أطفالي فقد اعتادوا على هذا النظام. وتتفق أم مهند مع الجميع أن السهر مضر للكبار والأطفال أعظم ضررا ولكن اعجز أمام إلحاح أطفالي على السهر مع أنهم جميعا دون سن المدرسة ولكنهم يبقون مستيقظين إلى ساعات متأخرة من الليل وأنا اصطحبهم لمعظم الحفلات التي احضرها لأنني لا استطيع تركهم في المنزل لوحدهم .وحول الصعوبات التي تواجهها الأمهات في ضبط نوم أطفالهم سألنا الدكتورة ميرفت عن الطرق والأساليب التي يجب على الأم اتباعها لمساعدة أطفالها على النوم مبكرا فقالت : من الضروري أن ننبه لبعض الأسباب التي ممكن أن تسبب اضطرابات في النوم لدى الأطفال بالاضافة لأسلوب الحياة الذي أصبح يمثل عبء على صحت ابنائنا كحضور المناسبات والبقاء فيها لوقت متأخر والتسوق ونحوها فإن بقاء الأطفال أيضا أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر أو البلايستيشن ومتابعتهم لافلام رعب وقلقهم من المشاكل الاسرية أو حتى علاقتهم بأقرانهم قد تسبب لهم اضطرابات في النوم ويجب على الأم عندما تلاحظ اعراض الإرهاق أو القلق وتغير المزاج لدى أطفالها نتيجة قلة النوم أن تبادر بحل هذه المشكلة وتستشير أهل الخبرة وتحاول إعادة ضبط الساعة البيولوجية لأبنائها فإذا كانوا ممن اعتادوا السهر لوقت متأخر فتحاول إدخالهم إلى النوم مبكرين بشكل تدريجي إلى أن يصلوا إلى الوقت المطلوب. تغلق أجهزة التلفزيون والبلايستيشن في وقت مبكر. تحاول أن تجعل غرف نومهم أكثر جاذبية وهدوء ، تدفعهم لممارسة جميع الانشطة التي يحبونها في النهار بدلا من ممارستها في الليل .تجنب إعطائهم منبهات أو مشروبات غازية قبل النوم . وعندما تصل إلى النظام السليم لنوم الأطفال واستيقاظهم فيجب على الجميع الالتزام به لتوفير القدوة للطفل لان الاطفال غالبا ما يسهرون تقليداً لسلوك الكبار. وشددت على ضرورة منح الأطفال الاولوية داخل العائلة ولا يتهاون الأهل في وقت نوم الأطفال لأسباب هامشية كحضور مناسبة . مهرجان .التسوق أو مشاهدة تلفزيون .