يبدأ القائمون على حلقات التحفيظ مع بدء الاجازة في جذب الطلاب إلى المساجد لتعلّم كتاب الله والاستفادة من الأنشطة والبرامج الصيفية المتنوعة والمختلفة من مهارية وتطويرية وثقافية واجتماعية وغيرها من البرامج التي تعود بالنفع والفائدة على الطلاب في المستقبل. والسؤال لماذا تنجح بعض الحلقات في جذب الطلاب، بل ويكون هناك فائض في الكم، في حين أن البعض الآخر يتقلص عدد طلابها، وذلك لعدة أسباب تفرضها إجازة الصيف كالسفر والعمل ونحوه.. في جولتنا على الحلقات طرحنا عددًا من التساؤلات على عدد من المشرفين والمعلّمين من منسوبي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة لتقدم تجربتهم الناجحة خلال إجازة الصيف، وكيف استطاعوا جذب الطلاب رغم الإغراءات لتقدم بذلك حلولاً لمن مازال يعاني من الإجازة.. برامج وأنشطة متنوعة حول البرامج والأنشطة الصيفية تحدث المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة فقال: البرامج والأنشطة عديدة ومتنوعة خلال إجازة الصيف، وتختلف باختلاف الأهداف التي أُقيمت هذه الأنشطة من أجلها. ففي الجانب الثقافي والتربوي توجد المسابقات والزيارات والندوات المتنوّعة التي تعزز هذين الجانبين، وتهدف إلى رفع المستوى الثقافي للطلاب، وتقويم سلوكهم وتوجيههم بكل ما هو مفيد. وكذلك الحال في الجانب الرياضي والترفيهي، فإن المسابقات التنافسية موجودة، وتهدف إلى إشباع رغبة الطلاب في الحركة والرياضة الترفيهية. من جهته أوضح مدير عام الجمعية الأستاذ ابراهيم بن سليمان الخميس ما تقدمه الحلقات في الصيف لجذب الطلاب، بأن الحلقات تقدم مجموعة من المناشط والبرامج المختلفة لجذب الطلاب؛ منها: | الدورات القرآنية الصيفية، وعددها 90 دورة، وتتنوّع فيها البرامج ما بين العناية بالحفظ والأنشطة المصاحبة له من المناشط التربوية والترفيهية الهادفة. | المسابقات القرآنية: وهي لكافة شرائح المجتمع. | الملتقيات التدريبية المهارية والتي تشغل مهارات الطلاب التربوية والإدارية. | الدورات القرآنية المكثفة لحفظ القرآن الكريم في شهرين للطلاب الجادّين والمتميزين، وتحتوي أيضًا على برامج مصاحبة متنوّعة ومناسبة، وتقدم الجمعية كذلك المسابقات التنافسية بين الدورات القرآنية والحلقات في مختلف البرامج، كما تشارك بطلابها في برامج ملتقى البحر الصيفي، والمخيمات الدعوية وغيرها. إنجازات صيفية رئيس قسم شؤون الطلاب بالجمعية الأستاذ محمد بن عبدالله سعد ذكر الانجازات التي تحققها الحلقات خلال فترة الصيف قائلاً: هناك إنجازاتٌ وتميّزٌ كبيرٌ في الصيف من حيث الإنتاجية في القرآن الكريم، حيث تصل النسبة في الإنتاجية إلى أكثر من 100%، بالإضافة إلى الدورات التدريبية المهارية في مختلف المجالات، كالحاسب الآلي وغيره، كما توجد برامج لخدمة المجتمع مثل: ملتقيات أولياء الأمور، والمسابقات الأسرية.وحول بعض الانتقادات التي رأت بأن زيادة الأنشطة والبرامج الصيفية المتنوعة تأتي على حساب القرآن الكريم، شدد سعد بأن القرآن الكريم لا يقوم مقامه أي برنامجٍ منفصلٍ عنه، وعلى حسابه، والعناية بالأنشطة في الصيف لا تعارض بينها وبين الحفظ، لأن أوقات الفراغ عند الطلاب كثيرة؛ والطاقة التي يمتلكها الطلاب كبيرة، فاستغلال الوقت، وملئه بما يعود على الطلاب بالنفع هو المصلحة الراجحة، مع العلم بأن البرامج والأنشطة إمّا أنها منطلقةٌ من القرآن، أو أنها تُحَفِّزُ على حفظه والعناية به. وأشار سعد بأن الجديد في برامج هذا الصيف هو فتح حلقة التدبّر والتأمّل للقرآن الكريم، ويصاحبها برامج خاصة في المجال نفسه من عروضٍ وزياراتٍ واستضافات. فرصة للحفظ من جهته فقد أشاد مدير مجمع الراجحي المسائي بالمدائن الأستاذ محمد بن علي نور بدور الحلقات في الصيف، موضحًا بأنها تقدم الحلقات القرآنية والعديد من البرامج التي من شأنها جذب الطلاب خلال الإجازة الصيفية، ومن هذه البرامج الدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم، والموجهة لشريحة الطلاب الذين لديهم قدرات جيدة في الحفظ مع توفير وتهيئة كل ما من شأنه راحة الطالب وتشجيعه للحفظ كالمسابقات والجوائز والوجبات المصاحبة لهذه الدورات. وحول مستوى الطلاب في الحفظ قال نور: مستوى الطلاب جيد بشكل عام، حيث يكون تفرغ الطالب نسبيًّا في هذه الإجازة وعدم انتظامه في القطاعات التعليمية المختلفة، داعيًا لضبطه للحفظ أكثر من غيرها من الأيام. ورأى نور بأن عدد الطلاب من حيث الزيادة والنقصان متفاوت إذ يكون الإقبال – في الغالب – كبيراً جداً في بداية الإجازة، ثم يتقلّص العدد تدريجيًّا لعدة أسباب من أهمها السفر مع الأهل والأقارب.ويؤكد نور بأن موعد الحلقات قد يتغيّر خلال الإجازة الصيفية، وهذا راجع إلى ما تقتضيه المصلحة من مراعاة لظروف الطلاب، وتحقيقًا للأهداف التي وضعت لهم كإشغالهم بالبرامج المفيدة التي ترغبهم في الخير وأهله، وتمنعهم من الشر وأهله. وأمّا التأثير على الحفظ، فإنه بسيط إذا كان هناك توجيه للطالب بتنظيم وقته، وأن يوازن بين ما يرغبه وبين ما هو مطلوب منه. وحول إنجازات الحلقات في الصيف قال: لا شك من أن هناك إنجازات تحققها الحلقات خلال الإجازة الصيفية من ضمنها: . المساهمة في تحقيق الأهداف العديدة المطلوبة. . اكتشاف قدرات وإمكانيات الطلاب في الجوانب المختلفة. . شغل أوقات الطلاب بكل ما هو نافع ومفيد. وقال نور إن الاعتدال والتوازن مطلوب في الأمور كلها، حيث لا يطغى الجانب الترفيهي والرياضي والثقافي ونحوه على حفظ القرآن الكريم، فهو الأساس في الحلقات، ولا يكون الاهتمام بجانب على حساب الجانب الآخر؛ ولذلك فإن التسديد والمقاربة مطلوبة. مدير مجمع الشيخ محمد بن عبدالوهاب المسائي الأستاذ رجا بن عويمر السلمي رأى بأن حلقات القرآن الكريم في إجازة الصيف تجذب الطلاب بالبرامج العديدة المتنوعة والشيقة، وتحبب الطلاب وتشجّعهم معنويًّا وماديًّا، وفي مقدمة البرامج برنامج حفظ ومراجعة كتاب الباري سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى البرامج والأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والتربوية مع التنافس فيها. وسرد السلمي عددًا من الأدلة على مدى إقبال الطلاب على الحلقات صيفًا، حيث قال: بفضل الله عز وجل ولعدة سنوات قضيتها في الميدان التربوي، خاصة في الإجازات الصيفية وجدتُ بأن مستوى الطلاب يزداد عددًا وحفظًا، والحفظ أقصد به حفظ القرآن، وهو الهدف السامي والمرجو، أو حفظ المتون الأخرى وذلك للأسباب التالية : أولاً: الوقت الطويل الذي يمر به الطالب في إجازة الصيف. ثانيًا: التنافس بين الطلاب على حفظ كتاب الله عز وجل. ثالثًا: الجوائز والحوافز المعنوية والمادية التي تقدم للطالب. رابعًا: ازدياد عدد الطلاب في الحلقات ممّا يشجّعهم على الحفظ. الدخل المحدود ونفى السلمي بأن يكون الطلاب الذين يقبلون على الحلقات من أبناء أصحاب الدخل المحدود فقط قائلاً: عدد الطلاب - ولله الحمد - يزداد ليس في الحلقات التي يكون فيها ذوو الدخل المحدود فحسب لعدم سفرهم، لكن بعض الحلقات التي يكون فيها تعاون بين الحلقة وولي الأمر في تنفيذ برامج الصيف لمدة ستة أسابيع لكي يستفيد ابنه في الإجازة، وهذا يدل على وعي ولي الأمر واهتمامه بابنه.موضحًا بأن بعض الحلقات وهي قليلة جدًا يكون فيها تناقص بسبب سفر الطلاب مع أهليهم إلى خارج البلاد لأي سبب من الأسباب، سواء لزيارة الأقارب أو النزهة وغير ذلك. وطالب السلمي أولياء الأمور الذين عوّدوا أولادهم على السفر في أول الإجازة أن يتريثوا حتى نهاية الدورات القرآنية، أو النوادي الصيفية لكي تعم الفائدة أبناءهم.ويتغيّر موعد وزمن الحلقات في الصيف، فبعضها بعد صلاة الفجر، وبعضها بعد صلاة الظهر، وبعضها بعد صلاة العصر.. فكل حسب البيئة التي يتفق فيها المشرف والمعلم وأولياء الأمور والطلاب على زمن بداية الحلقات والبرامج، رغم أن الأفضل زمنًا في الحفظ هو بعد الفجر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها). 4 فوائد وأثنى السلمي على الدور الذي تلعبه الحلقات خلال إجازة الصيف، حيث أوضح بأنها تقدم للطلاب أربع فوائد وهي: أولاً: الاهتمام بالهدف الأساس والخيرية لهذه الأمة، وهو حفظ القرآن الكريم ومراجعته. ثانيًا: دخول العديد من الطلاب لاختبارات الأجزاء في الجمعية، وهذا مشاهد وملموس في واقع إجازة الصيف. ثالثًا: التنافس بين الطلاب في البرامج والأنشطة. رابعًا: ممارسة عدد من الطلاب هواياتهم ومواهبهم في هذه الإجازة. وحول التجديد في البرامج، والذي سيقدم خلال هذا العام قال السلمي: ولله الحمد والمنّة هذا العام - بإذن الله عز وجل - بالإضافة إلى برامجنا الثقافية والاجتماعية والتربوية والرياضية ستكون هناك زيارات متنوعة لبعض مصانع بلادنا الحبيبة، وذلك بعد التنسيق مع إدارة المصنع، وأخذ موافقة جمعيتنا المباركة على ذلك.وحول ما تقدمه حلقات تحفيظ القرآن الكريم للنزلاء فترة الصيف أشار الأستاذ أحمد يعقوب المشرف على سجون جدة بأن النزلاء يشاركون في المراكز الصيفية المتنوّعة، وهي مركز الصديق، ومركز الفاروق، ومركز عثمان بن عفان، وهم بذلك يعيشون أجواء الصيف كغيرهم، ومستوى النزلاء في الحفظ خلال الإجازة الصيفية لا يتأثر كثيرًا عمّا سبقه من الأيام.وأكد يعقوب بأن عدد النزلاء المشاركين في الأنشطة الصيفية يقل، وذلك بسبب كثرة الإطلاق، حيث إن الإجازة تعدُّ موسمًا لإطلاق السجناء وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية.ويضيف يعقوب بأن مواعيد الحلقات في السجون ثابتة على مدى العام، ولكن الإنجازات هي المتغيّرة، حيث يتم تخريج أكبر عدد من الخريجين؛ نظرًا لتكثيف الدورات والأنشطة والمحاضرات التربوية، مع العلم بأن هذه البرامج لا تتعارض مع حفظ القرآن الكريم.وأكد يعقوب أن جديد البرامج والأنشطة هذا العام هو زيادة عدد المراكز الصيفية إلى ثلاثة مراكز بدلاً من مركزين، وكذلك زيادة الأنشطة الثقافية والرياضية، وكذلك الأعمال الطلابية. مشكلات الصيف وأوضح عثمان حسن عثمان المشرف التربوي بمركز إشراف البلد بأن مستوى الطلاب في الحفظ مرتفع في الصيف، وذلك نظرًا لتفرّغ الطلاب. ورأى عثمان بأن البعض يرى بأن الطلاب في نقصان خلال الصيف؛ وذلك لعدة أسباب وهي: . سفر الطلاب مع أهليهم في الإجازات. . تسرّب الطلاب من الحلقات للمشاركة في الدورات القرآنية. . مشاركة الطلاب في الدورات المهارية كالحاسب الآلي وغيرها. . عمل بعض الطلاب في الإجازات. . رفقاء السوء. العلاج الشافي ويؤكد عثمان بأن هذه المشكلات محصورة وقليلة لدى فئة من الطلاب، وبأنه يمكن التغلب عليها بوضع برنامج متنوع للطلاب، يكون فيه القرآن الكريم الأساس، بالإضافة إلى الترفيه، وكل ما هو مفيد. ورأى بأن المعلّم هو أساس نجاح هذه المهمة، وعنصر الوقت يلعب دورًا مهمًّا في علاج بعض العقبات، فاختيار الوقت المناسب للحلقات يجعل الطالب يقضي صيفه في حلقات القرآن وأنشطتها دون أن تؤثر على برامجه الأخرى، التي يقوم بها في الصيف، سواء السفر، أو العمل، أو الدورات ونحوها. ونوّه عثمان إلى أهمية زيادة الأنشطة والبرامج في الصيف، وذلك لأنه يعدُّ فرصة لتطوير الطالب في الحفظ وكافة المهارات الأخرى، وذلك نظرًا لوقت الفراغ الكبير، خلال إجازة الصيف.. في حين حمّل المعلّم المسؤولية الكبرى، فهو العنصر الأساس لنجاح الطلاب وتفوّقهم.وعن الأنشطة والبرامج الصيفية شدد عثمان على أهمية ملتقيات الحفاظ وما فيها من فائدة كبيرة لا تقل فيها عن الملتقيات والدورات والزيارات المتنوعة. علاقة طردية ومن مركز إشراف البلد أيضًا أشار الأستاذ زيد مسعود رضا المعلّم بمسجد الرضا حول ما تقدّمه الحلقات من البرامج التربوية والتطويرية، وكذلك المهارات من الأنشطة المختلفة الرياضية والثقافية والاجتماعية، منوّهًا إلى أن أعداد الطلاب تتضاعف، ومعدل الحفظ يتضاعف أيضًا في علاقة طردية بين الطلاب والمستوى.وعلى العكس تمامًا ممّا يتوقعه البعض، ويتحدث عنه البعض الآخر.. أكد رضا بأن الحلقات في الصيف تعاني من الإقبال الزائد لما تحويه من البرامج المختلفة التي تلبي رغبات الطلاب.وحول أوقات الحلقات قال رضا: نعم يتغيّر موعد الحلقات في كثير من المساجد، وهنا يجب أن تكون الأوقات مناسبة للطلاب؛ حتى يتمكنوا من الانضمام للحلقات، وأن لا يتعارض مع التزاماتهم الخاصة والمرتبطة بأسرهم، ولكن إن كانت الأوقات غير مناسبة، فهذا سبب لقلة الإقبال، وتسرّب الطلاب. مهارات صيفية وأثبت رضا بأن العديد من الطلاب ينمّون مهاراتهم خلال الصيف، ويطورون من ذاتهم، وذلك ما تثبته نتائج الدورات القرآنية والبرامج المختلفة. وأضاف: الحلقات تقدم إنجازات وقفزات كبيرة في الصيف في شتّى الجوانب، من أهمها الجانب القرآني، في حين شدد على أهمية تنوّع البرامج واستحداث برامج جديدة لكي تتماشى مع المتغيّرات، وهذا ما ستقدمه الدورات التطويرية التي أدخلتها الحلقات هذا العام مثل: - مهارات الإلقاء. - أساسيات في الكمبيوتر. - مهارات الاتّصال. بالإضافة إلى خدمة المجتمع من تقديم خدمات للمساجد كأعمال الصيانة والتجديد ونحوها، وخدمة مركز الإشراف التابع للمسجد.