صدرت حديثاً طبعة جديدة من كتاب للباحث والإعلامي المعروف سلمان بن محمد العمري بعنوان : سلوكيات يرفضها الإسلام، الكتاب صدر عن دار طويق للنشر والتوزيع في مجلد من الحجم الكبير، ويقع في (600) صفحة، ويتناول (46) سلوكاً شاعت بين الناس من السلوكيات التي يرفضها الإسلام وكيف نعالج هذه السلوكيات شرعياً وتربوياً واجتماعياً ونفسياً ووقاية المجتمع من هذه الآفات التي تفشت بين الناس وألقت بظلالها السلبية على حياتهم، وبلغ عدد المشاركين في كتاب العمري أكثر من مائة عالم وداعية ومفكر وطالب علم ومتخصص في التربية وعلم النفس وعلوم الاجتماع والطب النفسي. ويؤكد العمري في مقدمة كتابه على الأخلاق القويمة والقيم الفاضلة والسلوكيات الحميدة التي هي أساس بناء المجتمع الإسلامي الصحيح فقال: من رحمة الله بالانسان أن جاءت الشرائع السماوية جميعها لتأخذ بيد الإنسان إلى الخير والسعادة في الدنيا والآخرة وتدله على الوسائل التي يستطيع بها أن يقاوم وساوس شياطين الإنس والجن، التي لاتريد له الخير، بل قد تمنحه القدرة على مواجهة أهواء النفس، ورغباتها المحرمة، والأهم من ذلك كله أن تمنحه القدرة على مواجهة أهواء النفس ورغباتها المحرمة، وتقدم له العلاج الشافي متى وجدت الوساوس والأمراض طريقها إلى قلبه وعقله، ولقد قدم لنا ديننا الإسلامي الحنيف شرحاً وبياناً وتوضيحاً قولاً وعملاً حوى العلاج الشافي لكل ما يصيب المرء من علل النفس والبدن، وما قد يسقط فيه من سلوكيات تتنافى مع تعاليم الإسلام وعلمتنا شريعتنا كيف نقي أنفسنا من السقوط في دائرة السلوكيات أو حتى المشاعر المحرمة التي يرتكبها غيرنا في حقنا مؤكداً على ضرورة أن يتحلى المسلم بالأخلاق التي أمرنا بها المولى عزوجل وأن يكون رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو القدوة لنا في سلوكياتنا. وعبر العمري عن شديد أسفه في أن كثيراً من أبناء الإسلام لايتورع من الإقدام على سلوكيات تخالف تعاليم الإسلام وتناقض ما أمرنا به صلى الله عليه وسلم فيقعون في البغضاء والحسد والنميمة ومجالسة أهل السوء واتباع الأهواء واقتراف المظالم، وغيرها من السلوكيات المحرمة، غير مدركين لآثارها الخطيرة على مستوى الفرد والمجتمع وانطلاقاً من أن الدين النصيحة جاء هذا الكتاب الذي رصد السلوكيات المرفوضة التي يقع فيها البعض، وحدد كيفية معالجتها على مستوى الفرد والمجتمع. وعبر مؤلف الكتاب في تقدمته لكتابه عن أمله في أن تعم فائدة الكتاب ويكون في متناول الجميع، مؤملاً أيضاً أن يكون لمن قرأه دافعاً لتجنب هذه السلوكيات حماية للفرد المسلم من شر نفسه، وحماية للمجتمع من أخطاء بعض أفراده ودعم مؤلف الكتاب خلال تناوله لتلك السلوكيات المرفوضة بتعريفات مفصلة عنها وصورها، وأحكامها وأسباب علاجها هادفاً إلى استفادة القاريء كل الإفادة المرجوة وأن يجد فيه القاريء سلوته والأنس بمطالعته والاستفادة من محتوياته. وبدأ العمري كتابه بالحديث عن سلوك الافتراء ونقض العهود واليأس والقنوط وإفشاء السر والشماتة والتجهم والعبوس وسوء الظن والتشاؤم والطمع، حيث استنار المؤلف بكتابات أصحاب الفضيلة العلماء والقضاة والدعاة وأهل الرأي والفكر من المختصين الذين كتبوا عنها وأورد ما كتب أولئك من آراء، ونصائح وتوجيهات وتنبيهات وتوصيات حيال تلك السلوكيات المرفوضة. كما رصد الكتاب السلوكيات المرفوضة التي تناولها أولئك الكتّاب واستعرضها وفصلّها وبين أضرارها ومفاسدها وأورد أدلة عدم جوازها من الكتاب والسنة مثل الانتهازية والغش والظلم وقطع الرحم والإسراف واللواط وخيانة أمانة الكلمة واللعن والشتم والرشوة وشرب الخمور وتشبه الرجال بالنساء والفساد الأخلاقي والحسد والاقتراض بلا مبرر والوقوع في المخدرات والخيانة والواسطة والمحسوبية والبخل وعقوق الوالدين والتبرج والوقوع في أعراض الناس والغضب والحقد والتخبيب والأنانية وأكل أموال الناس بالباطل والشائعات والمجاهرة بالمعاصي، والكبر والتعالي والكذب والتدخين والزنا.. وصولاً إلى سلوكيات: النفاق والمعاكسات والغيبة والنميمة وبذاءة اللسان. ويصنف الكتاب بلون فريد من ألوان التأليف فالناس يؤلفون في بيان الأدب والبر والصلة والترغيب بالأخلاق الفاضلة، ولكن هذا الكتاب جاء في بيان السلوكيات الذميمة، والصفات المشينة لكيلا يقع فيها المؤمن والإسلام العظيم جاء ليحافظ على دين الناس وأنفسهم وعقولهم وشرفهم وأنسابهم وأموالهم ليحقق لهم الكمال والرفعة في الدنيا والآخرة، والإنسان الكامل لابد أن يتجمل بالأخلاق الرفيعة ويتخلى عن الصفات المشينة التي من شأنها أن تهدر الكرامة وتذهب المروءة. ويجيء هذا الكتاب المفيد موضحاً للسلوكيات المرفوضة في الإسلام التي ينبغي على المسلم حصرها ليتجنبها لأنها تحط من قدر الإنسان بل تخفضه إلى مستوى أقل من مستوى الحيوان، فقد بذل فيه الزميل سلمان العمري جهداً كبيراً حتى ظهر بهذا المستوى الفريد.. فجزى الله عزوجل مؤلفه أحسن الجزاء، وأجزل له المثوبة على ما قام به من خدمة جليلة لهذه الأمة الإسلامية.