تطالعك الصحف اليومية والمواقع الالكترونية والشاشات الفضائية والجلسات الخاصة والعامة ومجالس العلم والابداع وغيرها مما يستوجب أن تتحرك فيه الشفتان بكلمة كلها تطالعك بكلمات وكلام وبحكايات وقصص ومناقشات وحوارات وهمس وغمز ولمز في الدخول والخروج والقيام والجلوس والمكتب والمنزل وفي المسجد والمسرح والمجلس والديوانية وفي الشارع والساحة وغيرها مما يكون فيه تقلب حياتك اليومية كل هذه وتلك يجمعها قاسم مشترك لامحيد ولامناص عنه إنه الكلمة فياترى ما هي هذه الكلمة وما هي أهميتها وما هي أساسياتها لقد علمنا والدانا ونحن صغارا ومنذ نعومة أظفارنا أننا قبل أن نتكلم وبعد الكلام نكون رهائن فيا لله عجبا كيف ننقلب إلى رهائن بمجرد كلمة.. نعم إن الكلمة قبل أن تنبر بها الشفتان رهينة بين الفكين وابعد من ذلك في العقل والفكر والقلب قيودها وبعد أن ترى النور لربما أوردتك الظلام إلا من ألهمه الله الكلمة الطيبة والكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وهنا لحظة تفكر وتأمل لماذا تكون برجولتك وفراستك وفطنتك رهينة لأنثى تقيدك بسلاسل التبعات لما تقول (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وكم من كلمة تقول لصاحبها دعني وأنت تتكلم الكلمة لاتلقي لها بالاً تهوي بك في النار سبعين خريفاَ شعرت أم لم تشعر وكلمة تدخلك النار وأخرى تفتح لك أبواب الجنة ومفتاح الجنة بكلمة واليهودي دخل الجنة بكلمة والعابد المتعبد دخل النار بكلمة فيالله إنها المقيدة الحاسبة الرافعة الخافضة فهلا فتشنا في مقالاتنا وكتاباتنا وحديثنا وهلا استمعنا أكثر من أن نتكلم وقد أراد ربنا لنا ذلك إذ وهبنا أذنين ولساناً واحداً.