أكد خبير في مجال الأغذية ضرورة القضاء على سوء التغذية لدى الأمهات لأنه يمكن بمشيئة الله أن يقلّل بمقدار الثلث تقريباً من حدوث الإعاقات لدى أطفالهن الرّضع مشددا على أهمية تناول الأمهات الحوامل مجموعة متنوعة من الأغذية الصحية المحتوية على كل العناصر الغذائية اللازمة للأم وللجنين ، بالإضافة إلى تناول الجرعة الإضافية اللازمة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الأساسية ، وأن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة . وأوضح عضو جمعية التغذية الأمريكية الدكتور إسماعيل عصام زيد الكيلاني أن الآثار المدمرة لسوء التغذية سواء للأب أو للأم أو كليهما ربما تنتقل من جيل إلى الجيل الذي يليه تماماً ، كما تنتقل فوائد التغذية الجيدة عبر الأجيال و تنتقل هذه الآثار عبر الجينات المنقولة من الأبوين إلى أطفالهما . وإن توفير بداية تغذوية قوية للطفل لها أثر يدوم طوال الحياة على نموه الجسدي والعقلي والاجتماعي وينقله لأجياله القادمة هو أيضاً. وقال قي بحث له نشر مؤخرا (إن سوء التغذية يعمل على إضعاف جهاز المناعة في الجسم، مما يجعل الطفل عرضة للإصابة بالأمراض أكثر من غيره ، ويزيد من شدة مرضه ويُعيق من تعافيه وشفائه. والطفل المريض بدوره سُرعان ما يُصاب بسوء التغذية وهي أيضاً تعيق من تعافي الطفل بسرعة . وبإستطاعة كل من الرضاعة الطبيعية والمكملات الغذائية ، الملائمتين لعمر الطفل، إلى جانب توفير الرعاية الصحية الملائمة له، أن تكسر هذه الدائرة المفرغة). وأشار إلى احتمال أن تلد الأم المصابة بسوء التغذية المزمن رضيعاً يعاني من نقص الوزن عند الولادة، وقد ينمو هذا الوليد متقزِّماً كطفل وقد يُسهم هو الآخر بدوره في المستقبل في ولادة رضيع آخر يعاني من سوء التغذية أيضاً . أما المرأة الجيدة التغذية، التي تجاوز عمرها 18 عاماً، فلديها فرصة أكبر بكثير في المحافظة على الحمل، ولدى طفلها فرصة أكبر كذلك في النمو بصحة وعافية بمشيئة الله تعالى. وعد الفترةُ الزمنية منذ بداية الحمل وحتى إتمام السنة الثالثة من عمر الطفل فترة نمو سريع جداً ، وتمثّل فرصة فريدة لتزويد الطفل بأساس غذائي مناعيٍّ قوي. فهي الفترة التي تتشكّل فيها أجهزة جسم الطفل وأنسجته ودمه ودماغه وعظامه، كما تتشكّل خلالها إمكانياته الفكرية والجسدية. لافتا النظر إلى أنه إذا عانى الطفل من سوء التغذية خلال السنوات المبكرة من حياته، فإن الكثير من الضرر الذي يلحق به لا يمكن استدراكه في المستقبل . وأضاف (إن الحل يكمن في الوقاية من سوء التغذية في هذه الفترة الزمنية ، فلو أن كل طفل أُرضع رضاعة طبيعية خالصة لمدة ستة أشهر على الأقل سواء من حليب الأم أو أي حليب صناعي مخصص للرضع ملائم لعمر الطفل ، لكان من الممكن إنقاذ حياة حوالي (1.3) مليون طفل آخر سنوياً، وملايين من الأطفال وغيرهم سوف يستفيدون من ذلك، من حيث الصحة، والذكاء والإنتاجية). وشدد الدكتور الكيلاني على أن حليب الأم هو الغذاء الكامل والوحيد للطفل فهو يحتوي على كل المغذِّيات، والفيتامينات و المعادن و العناصر الأساسية و الضرورية التي يحتاج إليها الرضيع لينمو نمواً طبيعياً خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة. والرضاعة الطبيعية هي التي تحفز جهاز المناعة عند الرضيع واستجابته إلى اللقاحات. ويحتوي حليب الأم على المئات من الخلايا والبروتينات والدهون والهرمونات و عوامل المناعة من الأمراض المعدية وأيضاً يحتوي على الأنزيمات المعززة للصحة، فضلاً عن احتوائه على عوامل أُخرى لا تُوجد إلا في حليب الأم تحمي الأغشية المخاطية للقنوات المِعَدية والمعوية والتنفسية، وخلايا مناعية تكافح بنشاط الالتهابات مما يقي الرضع من الأمراض الناجمة عن الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي العلوي . ويمكن للرضاعة الطبيعية الخالصة أن تُخفض أيضاً فرصة انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم الحاملة لهذا الفيروس إلى مولودها.