حذر عدد من الدعاة في عدد من الدول العربية والغربية من استهداف القنوات الفضائية للناشئة ببث سموم الإغراء، والمفاتن وتصدير الأفكار وعرض الأعمال والبرامج المدبلجة التي تهيج الشهوة بهدف اجتثاث الإيمان من قلوب الناشئة. ويقول الدكتور ظفر الإسلام خان رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية ورئيس مجلس المشاورة الإسلامي لعموم الهند: لابد من الدعوة إلى المولى سبحانه وتعالى وتطبيق شرعه الحكيم وفق ما جاء به القرآن الكريم على يد سيد البشرية محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه حيث يقول جل من قائل (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) ويقول عز من قائل (ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) وأضاف: إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالأسلوب الأمثل أمر في غاية الأهمية للخروج من هذه الأزمات فضلاً عن كونه النهج الذي سار عليه الرسول والأنبياء من لدن آدم عليه السلام من هنا نجد أن الله تعالى رغّب في الجدال الحسن والحوار الهادف البناء من أجل الإقناع وترسم الخطى الموثوقة، ولهذا فإن استخدام الحوار الإقناعي العقلاني يكفل النجاح في الأخذ بيد الناشئة والخروج بهم إلى بر الأمان من محيط يموج بالتيارات المعادية للإسلام. الدعوة بالحسنى وقال الدكتور خورشيد أحمد خان رئيس الجامعة الإسلامية في أمريكا الشمالية: إن الدعوة الإسلامية انتشرت في أصقاع المعمورة عبر هذه الطريقة التي تعد أفضل الأساليب لنشر التسامح وبيان سماحة هذا الدين في شتى العصور والأزمان وينبغي على الدعاة ضرب أروع الأمثال في القدوة الحسنة والتأسي بالسنة النبوية المطهرة وهو الأسلوب الأمثل على الإطلاق في الدعوة الإسلامية وإنقاذ شباب المسلمين مما يدور حولهم ويتربص بهم ومن الصفات التي يتوجب أن يتحلى بها الداعية المسلم العلم والعمل به وتطبيق الضوابط الشرعية على نفسه حتى يكون قدوة لغيره وأيضاً تقديم النصح والتوجيه للخير بالأسلوب الرفيق وبالموقف الحكيم وفي حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم (من حرم الرفق حرم الخير ومن يحرم الرفق يحرم الخير). إصلاح النفس ويرى الشيخ احمد تيسير شلبي رئيس الجامعة الإسلامية من جزر الكاريبي قائلاً: الإخلاص في الدعوة والحرص على ايصال الخير للآخرين والتعامل الحسن بمثابة مؤهلات للداعية الذي ينبغي أن يتسلح بالعلم الشرعي ويتزود بالتقوى وأن يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوته الحسنة وأن يتبع المنهج الصحيح الذي سار عليه السلف الصالح ومتى أصلح الدعاة أنفسهم فإن الله تعالى سيكتب للدعوة على أيديهم قبولاً وتوفيقاً. الدعوة وظيفة الرسل ومن جهته قال الدكتور جلول محمد الصديقي مدير المعهد الإسلامي للدراسات الإسلامية العليا بباريس كما هو معلوم بأن الدعوة وظيفة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والدعاة هم ورثة الأنبياء في حمل هذه الرسالة لذا على الداعية أن يتصف بالعلم الشرعي وسعة الاطلاع واتباع الحكمة وسعة الصدر والثقافة ولين الجانب والتحلي بالآداب والأخلاق الحميدة والحسنة والإقناع بالتي هي أحسن فلا دعوة بدون علم وهذا كله يعطي الداعية إلماماً واقعياً بأموال المجتمع ومشكلاته وطرق حلها على ضوء الكتاب والسنة. الغزو الفكري ويقول الشيخ عمر سيلابا رئيس المجلس الإسلامي ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بسيراليون إن من الأمور المهمة في سبيل الوصول إلى الأسلوب الأنموذج في الدعوة وتربية الناشئة وجعلهم أعضاء صالحين في المجتمع يأتي من تطبيق قول الحق تبارك وتعالى (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وأضاف: لقد أصبح الأبناء في عصرنا الراهن هدفاً للغزو الفكري الشرس الذي يرمي إلى اجتثاث الإيمان من قلوب الناشئة بشتى الوسائل والأساليب وببث الشهوة وتزيينها بالإغواء والإغراء حتى يصبحوا من الكارهين للدين الصادين عن دين الله وعن سبيل الله وأن على الجميع أن يسلكوا طريق الحق والرشاد.