أعلنت كوريا الشمالية أمس عزمها طرد السياح الكوريين الجنوبيين “غير الضروريين” من منتجع سياحي في الدولة الشيوعية، حيث قتلت سائحة كورية جنوبية برصاص جندي من الشطر الشمالي الشهر الماضي. وجاء التحرك في خضم ضغوط تمارسها سيؤول لمطالبة حكومة بيونغ يانغ التعاون في تحقيقات مقتل السائحة في 11 يوليو الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الجنوبية “يونهاب”، بيانا صادرا عن الجيش الكوري الشمالي، تعهدت خلاله بطرد “كافة مواطني الجانب الجنوبي غير الضروريين.” وتوعد الشطر الشمالي “برد عسكري قوي لردع أبسط التصرفات العدائية في المنطقة.” ولم تبادر كوريا الجنوبية لإصدار رد فعل فوري على تصريحات الشطر الشمالي. ويعد المنتجع السياحي، الذي يخضع لإجراءات أمنية صارمة، ويقع على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية، واحداً من منطقتين يتاح للسياح الكوريين الجنوبيين دخولهما في الشطر الشيوعي. ونقلت “يونهاب” أن السائحة الضحية، تخطت أثناء سيرها، حدود المنتجع عندما صدرت الأوامر لجنود الشطر الشمالي بفتح النار عليها. ودفع الحادث حكومة سيؤول منع سفر مواطنيها إلى الشمال. وكانت حكومة بيونغ يانغ قد رفضت في منتصف الشهر الماضي مقترح سيؤول باستئناف مباحثات المصالحة المتعثرة. وجاء في افتتاحية صحيفة “رودونغ سينمون” الرسمية في كوريا الشمالية، إن دعوة رئيس كوريا الجنوبية لي مايونغ - باك لاستئناف المفاوضات الثنائية “غير جديرة بالنظر فيها” واصفة المقترح بأنه “تكتيك مخادع” لتفادي تحمل مسؤولية تدهور الروابط بين الجانبين، وفق الأسوشيتد برس. ويعد التقرير بمثابة مؤشر لعودة تردي العلاقات بين الكوريتين، والتي اتخذت منعطفاً جديداً إثر عملية إطلاق النار على السائحة. وقد تصاعدت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ تولي حكومة الرئيس لي، الموالية للولايات المتحدة، السلطة في سيؤول في فبراير الماضي. وانتقدت حكومته انتهاك بيونغ يانغ لحقوق الإنسان، كما شكك في إمكانية استمرار تقديم مساعدات غير مشروطة للشطر الشمالي الفقير، في سياسات مغايرة تماماً لإستراتيجيات أسلافه من قادة كوريا الجنوبية.