هددت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إيران بعقوبات إضافية إن لم تقبل عرضا قدمته الدول الست السبت الماضي في جنيف يقضي بتعليق العقوبات مقابل تجميد تخصيب اليورانيوم, الذي تشتبه دول غربية في أن هدفه تصنيع القنبلة الذرية. وقالت في طريقها إلى أبو ظبي -حيث التقت أمس الأول وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق- إن الولاياتالمتحدة تنتظر ردا خلال أسبوعين, وقد تجد إيران نفسها بعد ذلك عرضة لعقوبات جديدة أميركية وأوروبية, ثم أممية فيما بعد. هذه العقوبات الأممية, استبعدت الوزيرة الأميركية أن تبحث خلال الشهر القادم بمجلس الأمن. واتهمت رايس -التي تلقت في أبو ظبي تقريرا عن محادثات جنيف من المسؤول الثالث في الخارجية الأميركية وليام بيرنز- إيران بعدم الجدية، وقالت إن الوفد الإيراني بدل تقديم جواب, كان يضيع الوقت ب(كلام لا قيمة له عن الثقافة). وعرضت الدول الست صفقة يعلق بموجبها التخصيب والعقوبات لستة أسابيع, وهي مدة يُبحَث خلالها إطار لإطلاق محادثات رسمية, على أمل التوصل إلى وقف نهائي للتخصيب, وهو ما اصطلح على وصفه بأنه (تجميد مقابل آخر). غير أن كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي أكد أمس أن تعليق التخصيب لم يطرح إطلاقا في محادثات جنيف التي وصفها رئيس إيران محمود أحمدي نجاد مع ذلك بأنها (خطوة إلى الأمام), وقال إن رد بلاده على مقترح الدول الست وشيك. وكان حضور دبلوماسي أميركي رفيع –لأول مرة- المحادثات النووية مع إيران نقلة نوعية في السياسة الأميركية مع هذا البلد قالت رايس إنها فاجأت المسؤولين الإيرانيين. وكان الملف النووي الإيراني في قلب محادثات مغلقة في أبو ظبي بين رايس ووزراء خارجية تسعة بلدان عربية. ودعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى حل سلمي للأزمة. ومن إسرائيل حذر رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون إيران من عزلة متنامية إن لم تستجب لعرض الدول الست, كما خيرتها الخارجية الفرنسية بين التعاون ومواجهة عقوبات جديدة. من جهته حذر الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا في وقت سابق إيران من رفض العروض الدولية الأخيرة بشان برنامجها النووي الذي قد يؤدي إلى مواصلة طريق العقوبات، على حد قوله.