على الرغم من تعدد جامعات التعليم العالي في بلادنا وأخذها في التطور والتوسع المستمرين أصبحت تواكب في رقيها أعرق الجامعات العالمية المتقدمة بالاضافة إلى تلقيها للدعم السخي لتشجيعها على استيعاب ابناء الوطن لتحقيق رغباتهم واشباع طموحاتهم وتلبية ميولهم العلمية واعدادهم لتحمل مسؤولياتهم وبناء مستقبلهم إلا انها مازالت ترفض فئة من ابنائها الذين حكمتهم ظروفهم الأسرية والاقتصادية والاجتماعية التي يجب أخذها بعين الاعتبار وكابدوا مصاعب الحياة حتى تجاوزوا درجة البكالوريوس وأثبتوا وجودهم ونجاحهم المنقطع النظير عند توليهم لمهمات أعمالهم بعد التخرج ولكن بقي تقدير المؤهل (مقبول) عقبة في طريقهم لاكمال دراستهم العليا متسائلين عن مبررات الرفض من الجامعات الوطنية والترحيب وامكانية القبول في الجامعات الاجنبية المندرجة ضمن الجامعات المعترف بها بوزارة التعليم العالي. حل الإشكالية (الندوة) استطلعت آراء بعض الأكاديميين والمواطنين والطلبة المتضررين من ذلك حيث ذكر الدكتور رائد القثامي من مركز التدريب التربوي بادارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف والحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كولومبوس أن حذف تقدير المؤهل من نقاط المفاضلة والاعتماد على اجراء اختبارات قبول ومقابلات شخصية أسوة بالجامعات العالمية الأخرى يعتبر حلاً للاشكالية مشيراً إلى أن القرارات الصادرة بهذا الخصوص يجب اعادة النظر فيها لتسببها في تضيق الخناق على الطالب وحكمها على الطموح بالموت معتبراً ذلك اجحافاً في حقه مطالباً بفتح المجال أمام القطاع الخاص لاعطاء الفرصة لهؤلاء الخريجين لطلب العلم الذي يعتبر حق مشروع للطالب. الدورات المؤهلة للماجستير من جانبه ذكر الدكتور عايض الزهراني استاذ التاريخ المشارك بكلية المعلمين بالطائف أن هذه الفئة من الخريجين يجب مراعاة ظروفهم واحترام عقولهم وقدراتهم وتقديم يد المساعدة لهم من خلال اخضاعهم لدورات طويلة المدى تؤهلهم للحصول على الماجستير وفق آليات معينة مضيفاً إلى أن الأنظمة يجب ألا تقف عائقاً أمام الشخص الذي يريد تحقيق طموحاته موكداً أن حرصهم على البحث ذريعة لقبولهم. الدبلومات المساندة مضيفاً أيضاً أن الدبلومات المساندة ما بعد البكالوريوس كفيلة بالحصول على الماجستير مشيراً إلى أن قبول طلابنا في جامعاتنا يضع حداً فاصلاً ويوقف نشاط المكاتب الوهمية والجامعات الضعيفة التي أخذت تقدم عروضها في الآونة الأخيرة استغلالاً لحاجتهم لمثل تلك الدراسات. العمل الميداني محك رئيسي فيما أكد الأستاذ عبدالرحمن المالكي مدير مدرسة إلى وجود عدد من المعلمين الحاصلين على تقدير مقبول في المؤهل أثبتوا جدارتهم من خلال اعطاء الدروس لطلابهم محققين نجاحات متتالية على مدار عدة أعوام أوصلتهم إلى درجة التميز في الأداء معلنة تأهلهم وأحقيتهم في الحصول على الماجستير كلاً حسب تخصصه مشيراً إلى أن العمل الميداني يعتبر المحك الرئيسي للعملية التعليمية مناشداً وزارة التعليم العالي بمحاكاة وزارة الخدمة المدنية التي تتعامل مع جميع المستويات من خلال توفير الفرص الوظيفية وفق نقاط مفاضلة معينة. لماذا الإنفاق بالخارج ويرى المواطن خالد الشلوي أن توفير الأموال والخسائر التي يتكبدها الطلبة الراغبون في الحصول على الماجستير عند قيامهم بدفعها للجامعات خارج الوطن كفيلة لاستغلالها. البديل الوطني وقد أشار الطالب أحمد زياد الشدادي إلى أنه قد طرق جميع الأبواب التي وجدها موصدة بإحكام واستنفذ جميع السبل للحصول على الماجستير ولكن دون جدوى مشبهاً حاله وعدد من زملائه الخريجين بطرد الوهم والسراب من شدة تعطشهم لاكمال دراستهم مؤكداً استعداده لدفع الرسوم الدراسية التي تقرها الجامعات في حالة قبوله واشباع طموحه ووضع الخطط الأولية لتحقيق أهدافه المستقبلية ، مشيراً إلى أن الطالب خلال دراسته لمرحلة البكالوريوس لم يكتمل لديه النضج الذهني والوعي بأنه سوف يقع ضحية لتقدير المؤهل الذي وضعته انظمة القبول حجر عثرة في طريقه مما أدخله في دوامة طويلة أمام ذلك مضيفاً إلى أنه سبق ووجد الفرصة في احدى الدول العربية متسائلاً عن عدم امكانية اختصار الوقت والجهد وايجاد البديل داخل الوطن. حل جذري للمشكلة وقد ذكر الأستاذ عبداللطيف الزهراني أن وجود عدد من أعضاء هيئة التدريس الوافدين ضمن المنظومة التعليمية في جامعاتنا سبق حصولهم على درجة البكالوريوس بتقدير مقبول وأعطيت لهم الفرصة في أوطانهم وتمكنوا من الحصول على الماجستير والدكتوراه وتم استقدامهم لإعطاء المحاضرات داخل قاعات الجامعات مضيفاً إلى أن اعطاء الفرصة للطلبة الذين تخرجوا بهذا المستوى في اعادة دراسة بعض المقررات لتحسين مستواهم واصدار وثائق تخرج جديدة والغاء السابقة يعتبر حلاً جذرياً للمشكلة، مطالبا باحتوائهم وعدم تهميشهم وتركهم لمهب الرياح والتيارات التي تتجاذبهم من جميع الاتجاهات. كبت الطموح خطر وقد ذكر الدكتور محمد فؤاد اخصائي الطب النفسي أن كبت الطموح يؤدي إلى الاحباط المؤدي للاصابة بالاكتئاب الذي يعد مرضاً نفسياً يتطلب تدخلاً علاجياً وجلسات نفسية كما أنه يُشعر المريض بنوع من العدوانية والرغبة في الانتقام قد تنعكس سلباً على أبنائه بدرجة تصل إلى احباطهم بطريقة لا شعورية. وأكد الدكتور خالد الحسن بأن الدراسات العليا ليست ترفاً بل هي نشاطاً علمياً متقدماً وجاداً يتطلب مستوى عالياً من القدرات العلمية والمعرفية التي يجب أن يتحلى بها الطالب المرشح للدراسة.