أكد الدكتور علي بن عمر بادحدح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز وخطيب مسجد العمودي بجدة على ضرورة أن يراعي خطيب الجمعة جمهوره المستهدف عند تحضيره للخطبة وأن يتحدث على قدر عقولهم حتى لا يحصل خلط في المفاهيم.ملمحاً إلى أن مدة الخطبة ينبغي ألا تزيد على نصف ساعة كحد أقصى.ومحذراً من تسييس منبر الجمعة لأهداف وتصفيات سياسية.وقال د. علي بادحدح في حديثه لبرنامج (الشريعة والحياة) الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية الأسبوع الحالي أن الله جعل خطبة الجمعة في كل أسبوع من أجل توصيل رسالة أسبوعية لكل الناس وذلك لعظم دورها في التوجيه والإرشاد، وربطها بالواقع، ولها أثر كبير في صياغة الرأي العام لتكرارها ومنزلتها عند الناس. في غضون ذلك شدد د. بادحدح على الخطباء الذين يجعلون من خطبة الجمعة منبرا لتصفية الحسابات السياسية أو الحزبية، معتبرا أن الإسلام سياسة واقتصاد واجتماع، لا كما يقول بعض العلمانيين أنه لا بد من الفصل بين الدين والسياسة. مؤكدا على وجوب تطرق خطبة الجمعة لهذه الجوانب في كلياتها مبتعدة عن جزئياتها، كما لا ينبغي ذكر أي اسم أو جهة سياسية كانت أو اقتصادية، فهو ليس منبراً لتصفية الحسابات. كما لا ينبغي فيها التفصيل من الناحية الفقهية وإنما تتناول الفقه من جانب بسيط، بحيث لا تكون الخطبة كلها فقهية مراعاة لشعور الحضور الذي يمثل عامة الناس وقد لا يتقبلون مثل هذه الخطبة. كما أشار د. بادحدح إلى ضرورة الاهتمام بتأهيل الخطباء تأهيلا كاملا من قبل وزارات الأوقاف المعنية بذلك، والتي قد لا تتبنى تأهيلهم في أكثر الأحوال ولا يعطونهم الأهمية العظمى كونهم يتصدرون منابر الجمعة في كل أسبوع. معتبرا أن تراجع دورها وتأثيرها هو نتيجة لعدة عوامل منها ضعف أهلية الخطيب، وتصرفات الخطباء في تصوراتهم التي تكون خاطئة، والضعف الشامل من الجمهور في تفكيره.واقترح د. علي بادحدح أن تكون خطبة الجمعة ضمن أطر معينة، ويكون الحديث فيها عن روح وحكم العبادات والشرائع، والأخلاقيات والسلوكيات التي يحتاجها الناس في حياتهم، والربط بين التاريخ وتطبيقه على الواقع، كما لا بد أن يكون محور الموضوع من الآيات والأحاديث.وأشار د. بادحدح إلى أن نجاح الخطبة يكمن في حسن الاستهلال، وأن يبدأ بما يشد الناس إليه، وأن يكون لديه موضوع واحد أساسي، كما ينبغي أن يشبع الخطيب خطبته بالآيات والأحاديث، وأن يحدد هدفه الذي يريد من خطبته.واختتم الدكتور علي حديثه عن صحة ما ينقله الخطيب من الروايات والقصص التي قد تكون في أغلب الأحيان ضعيفة ولا يروي إلا ما كان صحيحا متواترا، فالتاريخ مليء بالأحداث والروايات ولكن كيف نربطه بالواقع حتى يستطيع الناس تطبيق ما سمعوه في حياتهم. حيث ان بعض الخطباء يحكي قصصا لا يستطيع الناس ربطها بالواقع فكيف بتطبيقها.