قطع كفالا بوعاكي شريف الذي يحمل الجنسية الليبيرية أكثر من 15 ألف كلم خلال العامين الماضيين لتعلم أصول التربية والفقة ضمن مشروع “أسلمت فعلمني” الذي يقوم عليه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في حي البديعة غرب العاصمة السعودية الرياض. وكشف بوعاكي الذي يعمل في معهد professional institute (في الجبيل شرق العاصمة)أن حبه للإسلام ولتعلم أصول دينه دفعه لقطع مسافة 1000 كلم أسبوعيا عبر القطار للسفرمن مدينة الجبيل الصناعية وحتى مدرسة ثانوية الجوهري (غرب العاصمة) للدراسة ضمن هذا المشروع الذي يعد أكبر مشروع تعليمي للجاليات في السعودية. وأكد بوعاكي الذي يعد من مواليد 1964م أن أسرته التي تقيم حاليا في (ليبيريا) كانت سببا في دخوله الإسلام، وأنه يهدف من وراء دراسته للعلوم الشرعية لتعليمها لأبناء جلدته بنفس الطريقة التي تعلم بها في المكتب التعاوني بالبديعة، مشيرا إلى أن أسبابا خارجة عن السيطرة دفعته لتأجيل حفل تخرجه للعام القادم مما سيضطره لقطع مسافة أخرى تقدر بنحو 7500 كلم تقريبا لحضور الدورة السادسة عشرة، في حين قطع طلاب آخرين من عدة جنسيات أكثر من 37500 كلم في طرق السعودية لنفس الغرض ويحضرون أسبوعيا من عدد من المحافظات المرتبطة إداريا بالعاصمة الرياض كالعيينة، وصلبوخ، وحريملاء، والقويعية، والخرج، حيث يؤكد محمد سليم 30 عاما من بنجلاديش والذي يعمل في بلدية حريملاء( 120 كلم شمال العاصمة) أنه يهدف من دراسته إلى تصحيح عقيدته والتزود بالعلوم الشرعية، مشيرا إلى أنه قطع على مدى عامين أكثر من 3600 كلم للدراسة التي أشتملت على اللغة الإنجليزية، والتوحيد، والفقه، والسيرة، والدعوة، فيما يشير شهاب الدين الذي يبلغ من العمر 27 عاما أن الدافع من دراسته ضمن مشروع “أسلمت فعلمني” كانت للتعرف على الإسلام بشكل أوسع ولكي يتقن قراءة القرآن الكريم. وقال شهاب الدين الذي يحمل الجنسية الفلبينية ويعمل كدهان إلى أنه درس في المشروع بلغة التالوق عدد من المواد الشرعية منها القرآن الكريم، واللغة العربية، والفقه، والتوحيد، مشيرا إلى أنه قطع من مقر إقامته في العيينة وحتى مقر دراسته أكثر من 2100 كلم على مدى عامين. وأبدى الطلاب سعادتهم بعد حفل التخرج الذي أقامة المكتب مؤخراً تحت رعاية رئيس مجلس الشورى إمام وخطيب الحرم الملكي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد بن حميد في مركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة السعودية الرياض، مؤكدين أن هذا التكريم سيكون دافعا لهم للتعمق في الدين الإسلامي وأنهم سيكونون دعاة لهذا الدين. من جانبه كشف المدير التنفيذي للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالبديعة الشيخ فؤاد بن عبد الرحمن الرشيد أن مشروع “اسلمت فعلمني” يهدف إلى التواصل مع المسلمين الملتحقين بالإسلام حديثا وغير المسلمين، وتعميق فهمهم للدين الإسلامي ولنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن المشروع ساهم في تخريج أكثر من عشرة آلاف دارس من 36 دولة حول العالم. وقال إن المشروع يستهدف الجاليات المسلمة وغير المسلمة الناطقة بالعربية والإنجليزية، والفلبينية، والأوردية، والتاميلية، والأندونيسية، والبنغالية، إضافة إلى المتحدثين باللغة الإنجليزية من طلاب جامعات ومعلمين وغيرهم لتأهيلهم لتدريس العلوم الشرعية باللغة الإنجليزية. وأشار إلى أن الدورة السادسة عشرة للمشروع ستنطلق في السابع عشر من شهر شوال المقبل، مؤكدا أن الطلاب يتلقون دروسا عن أساسيات علوم الدين الإسلامي الحنيف، والتأصيل الشرعي بتعليم العقيدة والفقه، وتلاوة القرآن الكريم وتفسيره، واللغة العربية (تحدثا، وكتابة). ووجه المدير التنفيذي للمكتب الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، شكره وتقديره للقائمين على المشروع من مدرسين وإداريين، وطلاب على تعاونهم في إتمام الدورة الخامسة عشرة، داعيا في الوقت نفسه الراغبين من الدارسين في الالتحاق بالدورة السادسة عشرة الاتصال بالمكتب لتنسيق عملية تسجيلهم في الوقت المحدد.